قال وزير الإعلام السوري الدكتور عدنان محمود إن «المجموعات الإرهابية المسلحة صعّدت من إرهابها حيث تجاوزت خروقاتها واعتداءاتها 1930 خرقاً» لخطة مبعوث الأممالمتحدة كوفي أنان، لافتاً إلى أن دمشق لا تزال تنتظر من أنان «خطوات ملموسة» للحصول على «التزامات» من الدول الحاضنة ل «المجموعات الإرهابية المسلحة» لوقف العنف في سورية. وكان محمود يتحدث خلال لقائه أمس وفداً من الجالية السورية في إيطاليا وعدداً من مندوبي وسائل الإعلام الإيطالية. وأفادت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) بأنه تناول «أهمية التواصل مع وسائل الإعلام الموضوعية والنخب الثقافية في بلدان الاغتراب لكسر الرؤية الأحادية في تعاطيها مع الأحداث الجارية في سورية التي دأبت وسائل إعلامية غربية وعربية على ترويجها خلال عام من الأحداث عبر إحلال صورة مصطنعة مزيفة مكان الصورة الحقيقية التي جرى تغييبها عن وسائل الإعلام الغربية خدمة لأجندات سياسية مسبقة»، لافتاً إلى أنه تم منح سمات دخول ل114 وسيلة إعلامية من مختلف دول العالم منذ الاتفاق على خطة أنان في 25 آذار (مارس) الماضي وأن «التحدي أمام هذه الوسائل الإعلامية هو تقديم رؤية موضوعية متوازنة بعيداً من الارتباطات السياسية». وقال وزير الإعلام السوري إن «المجموعات الإرهابية المسلحة صعدت من إرهابها حيث تجاوزت خروقاتها واعتداءاتها 1930 خرقاً واعتداء منذ سريان مفعول وقف العنف في 12 الشهر الماضي من ارتكاب المجازر والقتل والاختطاف والاغتيالات بحق المدنيين وعناصر حفظ النظام والجيش والاعتداء على الممتلكات العامة والخاصة... على رغم التزام سورية بتنفيذ خطة أنان ووجود مراقبي الأممالمتحدة على الأرض». وإذ أكد محمود «التزام الحكومة السورية بخطة أنان وإنجاح مهمة المراقبين لأن مصلحة سورية في كشف الحقيقة»، قال :»إننا ما زلنا ننتظر من أنان اتخاذ خطوات ملموسة تجاه المجموعات الإرهابية المسلحة والحصول على التزامات من قبل الدول الحاضنة والداعمة لها بالمال والسلاح لوقف العنف في سورية ومن مراقبي الأممالمتحدة العمل بحيادية ونزاهة في رصد الخروقات»، لافتاً إلى أن «تصاعد الأعمال الإرهابية في سورية يتطلب من المجتمع الدولي التعاون في محاربة الإرهاب بدلاً من دعمه». وزاد أن «الدول الغربية والولايات المتحدة التي خاضت حروباً تحت عناوين مكافحة الإرهاب تقوم اليوم بالتحالف مع الإرهاب ضد سورية بالتنسيق مع أدواتها الإقليمية التي تقدم المال والسلاح للإرهابيين وتشارك في جرائم القتل بحق الشعب السوري في انتهاك لخطة أنان بهدف إفشالها والاستمرار في مخطط استهداف سورية»، مشيراً في هذا الصدد إلى «سفينة السلاح التي ضبطها الجيش اللبناني بينما كانت في طريقها إلى لبنان وتحمل وفق الإعلام اللبناني 150 طناً من السلاح متوجهة إلى الإرهابيين في سورية». سياسياً، تناول محمود «أجواء التحضير والاستعداد لإجراء انتخابات مجلس الشعب في السابع من الشهر الجاري والتي تشكل عنواناً لمرحلة جديدة في الحياة السياسية والبرلمانية في سورية قائمة على التعددية السياسية والممارسة الديموقراطية عبر صناديق الاقتراع»، موضحاً أن هذه الانتخابات «ستجرى بإشراف قضائي مستقل وفي جو من المنافسة الحرة بين مرشحي الأحزاب والقوى السياسية والمستقلين وبحضور ممثلي وسائل إعلام عربية وأجنبية تزيد على 150 وسيلة إعلامية إلى جانب عدد من الشخصيات الفكرية والسياسية والحقوقية العربية والأجنبية». إلى ذلك، قالت «سانا» إن نائب وزير الخارجية والمغتربين فيصل المقداد بحث أمس مع المنسق الإقليمي لشؤون المساعدات الإنسانية رضوان نويصر ونائب مدير التنسيق وشعبة الاستجابة لتنسيق الشؤون الإنسانية لدى الأممالمتحدة وفيليب لازاريني التحضيرات في إطار الاستعداد لتوقيع اتفاق حول آليات تنفيذ خطة الاستجابة الإنسانية لاحتياجات السكان المتضررين نتيجة الأزمة في سورية وذلك إثر تأسيس لجنة لقيادة هذه العملية برئاسة الجانب السوري. ونقلت الوكالة عن المقداد تأكيده «أهمية احترام السيادة الوطنية لسورية وبناء جو من الثقة والتعاون والتنسيق بين الجانبين لتحقيق الاستفادة القصوى من إمكانيات الأممالمتحدة وأجهزتها المعنية بما يضمن وصول المساعدات الإنسانية لمن يحتاجها في أسرع وقت ممكن اعتماداً على البرامج والاحتياجات التي وضعتها الوزارات والجهات السورية المعنية في إطار التقويم المشترك الذي تم بالتعاون مع بعثة التقويم التي زارت سورية في آذار الماضي والمؤلفة من ممثلين عن مكتب المساعدات الإنسانية (الأوتشا) ومكاتب الأممالمتحدة ومنظمة التعاون الإسلامي» وقالت إنه «أكد حرص الجانب السوري على إيصال المساعدات الإنسانية إلى مستحقيها من الذين تضرروا نتيجة الأعمال الإرهابية التي تعرضوا لها في عدد من المدن السورية والتي أدت إلى تهجيرهم من منازلهم ومنعهم من التوجه إلى مزاولة أعمالهم الاعتيادية وأعاقت وصول المؤن الغذائية والحاجات الضرورية لهم مستعرضاً الجهود التي تبذلها سورية على الصعيدين الرسمي والشعبي لاستيعاب هذه الاحتياجات في إطار جو من التضامن بين أبناء الوطن». وأشارت «سانا» إلى أن نويصر ولازاريني أعربا عن حرصهما على «احترام سيادة سورية واستقلالها ووحدة أراضيها خلال قيام الأممالمتحدة بمهامها الإنسانية موضحين أن دور «الأوتشا» هو تنسيق تقديم المساعدات وإعداد التقارير الدورية حول ذلك وأن هذه المهمة تهدف إلى دعم الجهود التي تبذلها الحكومة السورية في سبيل تحقيق الهدف الرئيسي لها وهو إيصال المساعدات الإنسانية لمن يحتاجها»، وإلى أن نويصر «عبر عن تقديره للدور الذي تقوم به الجهات السورية المعنية في توزيع المساعدات ولأجواء التضامن التي لمسها بين أفراد الشعب السوري في هذا الإطار»، مؤكداً «استعداد فريقه للتنسيق في هذا الشأن مع منظمتي الهلال الأحمر السوري والصليب الأحمر الدولي معبراً عن استعداد «الأوتشا» وبعض منظمات الأممالمتحدة الأخرى للعمل على مساعدة الحكومة السورية في هذا الإطار».