أمتثل قائد القوات الجوية اليمنية اللواء محمد صالح الأحمر، الأخ غير الشقيق للرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح، لقرار إقالته من منصبه، وسلم أمس موقعه إلى خلفه اللواء راشد الجند، في حين تعرض مسؤول امني رفيع في لحج (جنوب) لمحاولة اغتيال أصيب فيها بجروح مع ابنه ومرافقه، وأكد الجيش اليمني تقدمه نحو وسط مدينة زنجبار في محافظة أبين التي يسيطر عليها تنظيم «القاعدة». وكان مدير «مكتب التحقيقات الفيديرالي» الأميركي (أف بي آي) روبرت مولر بحث امس مع الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي جهود مكافحة تنظيم «القاعدة» الذي تمكن في الأشهر الأخيرة من السيطرة على مناطق واسعة من جنوب اليمن وشرقه. وذكر مصدر عسكري أن اللواء الأحمر سلم قيادة القوات الجوية إلى اللواء الجند بحضور موفد الأممالمتحدة إلى اليمن جمال بن عمر، في إطار إعادة هيكلة القوات المسلحة بموجب اتفاق نقل السلطة. وقال بن عمر في تصريحات إن اللواء الأحمر الذي كان يرفض منذ السادس من نيسان (أبريل) تنفيذ قرار الرئيس هادي بإقالته «سلم اليوم (امس) مهماته إلى خلفه، وقد حضرت شخصياً مراسم التسلم والتسليم»، مضيفاً أن «كل قرارات الرئيس في طور التطبيق وستطبق». ويشير المبعوث بذلك إلى قائد الحرس الرئاسي اللواء طارق محمد عبدالله صالح، ابن شقيق الرئيس السابق، الذي يرفض بدوره قرار إقالته من منصبه ونقله إلى قيادة الكتيبة 37 للحرس الجمهوري المتمركزة في محافظة حضرموت (جنوب شرق). وكان اللواء الأحمر والضباط الموالون له اغلقوا مطار صنعاء لساعات غداة قرار الإقالة، وسط أنباء عن تهديدات أطلقت من قبل هؤلاء باستهداف الطيران المدني، إلا أن الدول الراعية للتسوية السياسية سارعت إلى تأكيد دعمها الكامل لقرار هادي. في هذا الوقت، أصيب مدير الأمن السياسي (الاستخبارات) في لحج العميد عبد القادر الشامي بجروح في رجليه وأصيب ابنه وأحد مرافقيه في انفجار استهدف سيارته المصفحة امس. وتضاربت الأنباء في شأن الوسيلة التي استخدمت في الهجوم على موكبه الذي كان متوجهاً من لحج إلى عدن، وفيما قالت مصادر انه جرى بواسطة دراجة نارية اصطدمت بسيارته، ما أدى إلى انفجارها واحتراقها، ذكرت مصادر أمنية أن قذيفة صاروخية أطلقت على السيارة وأدت إلى احتراقها. إلى ذلك، قالت مصادر عسكرية (أ ف ب) إن قوات الجيش تتقدم باتجاه وسط مدينة زنجبار، كبرى مدن محافظة أبين الجنوبية، الخاضعة لسيطرة مسلحي «القاعدة»، وسط قتال عنيف. وأوضح المصدر أن اللواء الميكانيكي 25 يحرز تقدماً منذ فجر الثلثاء من الجهتين الشرقيةوالجنوبية للمدينة وأنه سيطر على عدد من المنشآت المدنية فيها، وأن المعارك أسفرت عن سقوط العديد من القتلى والجرحى من الطرفين، وأنه سجل تراجع مسلحي «القاعدة». وكان الجيش تلقى تعزيزات من صنعاء أخيراً. واستقبل هادي امس مدير «أف بي آي» روبرت مولر وبحث معه في «جهود محاربة الإرهاب خصوصاً ضد تنظيم القاعدة في مناطق تواجده في بعض المحافظات اليمنية وفي مقدمها محافظة أبين». وقالت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية إن الرجلين ناقشا أيضاً «كيفية تعزيز الجهود المشتركة من اجل دحر هذه الجماعات الإرهابية التي عاثت فساداً وقتلاً وإجراماً بهدف زعزعة الأمن والاستقرار».