استؤنفت أمس حركة الملاحة الجوية في مطار صنعاء الدولي بعد توقفها السبت نتيجة تهديدات عسكريين ومسلحين قبليين باستهداف الطائرات المدنية احتجاجاً على قرارات أصدرها الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي بإقالة قادة عسكريين من أقرباء ومؤيدي الرئيس السابق علي عبدالله صالح، بينهم أخوه غير الشقيق اللواء ركن محمد صالح الأحمر قائد القوات الجوية والدفاع الجوي الذي تمرد على قرار إقالته ولا يزال موجوداً في مقر قيادة القوات الجوية. ونقلت «وكالة الأنباء اليمنية» الرسمية (سبأ) عن رئيس الهيئة العامة للطيران المدني والأرصاد حامد فرج قوله إنه تم صباح اليوم إبلاغ الشركات كافة بعودة الحركة إلى مطار صنعاء، مضيفاً أن «المطار كان أغلق نتيجة تهديدات تلقتها غرفة العمليات من مجموعات مسلحة في منطقة تبة العرة حيث قامت بإطلاق أعيرة نارية في مناطق الاقتراب للإقلاع والهبوط ما أثر في سلامة الطيران». وطالب هؤلاء بأن تشمل الإقالات قائد الفرقة الأولى المدرعة اللواء علي محسن الأحمر الذي انشق عن نظام علي صالح ودعم المعارضة المطالبة بتنحيه. وما زال قائد القوات الجوية متشبثاً بموقفه ويرفض التنحي ليصبح مساعداً لوزير الدفاع، وهو المنصب الذي عين فيه ويعتبر أنه يهدف إلى إبعاده. كذلك يرفض ضابط آخر هو اللواء طارق محمد عبدالله صالح قائد الحرس الرئاسي وابن أخي الرئيس صالح، التنحي عن منصبه وتعيينه في قيادة الكتيبة 37 للحرس الجمهوري المتمركزة في محافظة حضرموت. وكانت الأطراف الراعية للتسوية السياسية في اليمن، وهي مجلس التعاون الخليجي والدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن، اعتبرت أن قرارات الرئيس اليمني «تنسجم انسجاماً كاملاً مع نص المبادرة الخليجية وروحها، وكذا مع مسؤوليات أوكلها الشعب اليمني إلى الرئيس من خلال الانتخابات الرئاسية في 21 فبراير (شباط) 2012». وأكد ممثلو هذه الدول ورئيس بعثة الاتحاد الأوروبي المعتمدون لدى اليمن في بيان أن «هذه التغييرات ستساعد في التخلص من نقاط الاحتكاك وتخفيض التوترات»، وطلبوا من اليمنيين جميعاً «التعاون مع هذه القرارات تعاوناً كاملاً». كذلك تلقى هادي دعماً قوياً من الولاياتالمتحدة التي أعلن الناطق باسم وزارة خارجيتها بالنيابة مارك تونر أن «واشنطن ترحب بإعلان الرئيس هادي نقل مسؤولين مدنيين وعسكريين في إطار العملية الانتقالية الجارية في اليمن». وأضاف أن «التغييرات تعني التزام حكومة الوفاق الوطني بتحقيق تطلعات الشعب اليمني وإعادة الاستقرار إلى البلاد». وتابع «على رغم الذين يسعون لزعزعة الانتقال، برهن الرئيس هادي على قيادة قوية عبر تنفيذه بتصميم، التسوية السياسية المتفق عليها». في هذا الوقت، لقي 21 مسلحاً على الأقل من تنظيم «القاعدة» مصرعهم في قصف للجيش اليمني وغارات لطائرات أميركية على مواقع للمسلحين المتشددين في جنوب البلاد. وأكد مصدر أمني مسؤول في محافظة أبين ل «الحياة» أن 16 من عناصر «القاعدة» قتلوا في هجمات جوية شنها الطيران الحربي اليمني ليل السبت - الأحد على مواقع في منطقة الكود القريبة من مدينة زنجبار عاصمة المحافظة. وفي محافظة شبوة المجاورة، قال مسؤولون أمنيون إن غارتين شنتهما طائرتان أميركيتان من دون طيار في ساعة متقدمة من ليل السبت، أسفرتا عن مقتل خمسة من مسلحي جماعة «أنصار الشريعة» المرتبطة ب «القاعدة». وفي تعز، اغتال أمس مسلحان مجهولان يعتقد انهما من «القاعدة» العقيد في جهاز الأمن السياسي اسماعيل باعلوي، عندما اطلقا عليه النار اثناء توقفه بسيارته في منطقة صينة.