سادت «اجواء ايجابية» المحادثات التي أجرتها ايران حول برنامجها النووي مع مجموعة الدول الست في اسطنبول أمس. وتحدث الأوروبيون والروس عن تقديم أبرز المفاوضين الايرانيين سعيد جليلي «اقتراحات بنّاءة، مهدت لحوار جدي وأكثر جرأة، وجعلت الصباح طيباً»، قبل ان تتسرب معلومات عن موافقة جليلي على طلب قدمته ويندي شيرمان، رئيسة الوفد الأميركي، مساعدة وزيرة الخارجية الاميركية للشؤون السياسية، لفتح حوار ثنائي مباشر مع الوفد الايراني قد يشكل تقدماً كبيراً في الملف النووي. وتحدثت وكالة أنباء الجمهورية الاسلامية الرسمية في مرحلة اولى عن قبول جليلي العرض الأميركي، قبل ان تنفي وكالة انباء «فارس» شبه الرسمية النبأ، معتبرة ان المعلومات المسّربة «جزء من موجة أنباء ضارة بالوفد الايراني». ثم اكد مصدر في الوفد الايراني «رفض الطلب الأميركي الذي قدم اكثر من مرة». وكان وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو عقد لقاءين منفرداً مع كل من جليلي ووزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين اشتون قبل بدء المفاوضات، ثم اجتمع مجدداً مع جليلي اثر تسريب المعلومات عن قبول ايران اجراء مفاوضات مباشرة مع الولاياتالمتحدة، وحض على تحلي الجانبين بالمرونة «باعتبارها مفيدة في المحادثات». وربما اقترن الرفض الايراني لحوار مباشر مع الأميركيين بعدم طرح المجموعة الغربية «افكاراً جديدة» للإيرانيين، وهو ما لمحت اليه مصادر في المجموعة ذاتها، فيما شدد مايكل مان الناطق باسم اشتون على ان اجواء المحادثات مع ايران «اختلفت بالكامل» عن سابقاتها التي استضافتها اسطنبول ايضاً قبل 15 شهراً وانتهت بالفشل. وزاد مان: «يبدو ان النية موجودة لاجراء مفاوضات جديدة، وكذلك عقد اجتماعات ثنائية مع ايران»، علماً ان ديبلوماسياً غربياً اشار في وقت سابق الى امكان اجراء محادثات في بغداد الشهر المقبل، كما اقترح الايرانيون. ورفض الاجابة عن اسئلة حول الاسلحة النووية التي تملكها اسرائيل، ولم يوضح القضايا التي وافق عليها الجانبان، لكنه كشف ان الايرانيين تمسكوا برفض دخول المفتشين مراكز البحوث النووية والصاروخية. في طهران، قال رئيس لجنة الامن الداخلي في مجلس الشوري (البرلمان) برويز سروري إن «المحادثات علي اساس المصالح المشتركة تستطيع ان تخرج الملف النووي من الطريق المسدود، ووايران مستعدة لاعادة النظر في تخصيب اليورانيوم بنسبة 20 في المئة في حال تزويدها بهذا الوقود، والاعتراف بحقها في تخصيب اليورانيوم بنسبة 3.5 في المئة وانتاج الوقود النووي المستخدم لأغراض سلمية». اما مستشار مندوب ولي الفقيه في «الحرس الثوري» يد الله جواني فرفض اي تنازل من ايران يتعلق بمنشآتها النووية، في اشارة واضحة الى طلب الغرب اغلاق منشأة «فردو» الجديدة، داعياً الى التعامل مع بلاده «بواقعية» للوصول الى «نتائج ايجابية تخدم الجانبين».