قال رئيس هيئة الطاقة الذرية الإيرانية فريدون عباسي دواني امس، إن بلاده غير راغبة في إحياء صفقة لمبادلة الوقود النووي مع القوى الغربية، لكنها ربما تقلص إنتاجها من اليورانيوم المخصب بدرجة عالية متى توافرت لها حاجاتها من هذه المادة. تزامن ذلك مع تأكيد ايران ان المفاوضات النووية مع الدول الست ستستأنف السبت في اسطنبول بعد توقف استمر سنة، كما أعلنت عن اجتماع لاحق قد يعقد في بغداد. وكان مايكل مان الناطق باسم وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون التي تمثل الدول الست المعنية بالملف النووي الايراني (الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن والمانيا) اكد التوصل الى اتفاق لاجراء محادثات في اسطنبول في 14 نيسان (ابريل) الجاري. وأضاف: «نأمل بأن يثمر هذا الاجتماع الأول عما يسمح بالتقدم». واكدت ايران امس، ان المفاوضات يمكن ان تؤدي الى حل شرط ان تبرهن القوى الكبرى عن «صدق». وأعرب وزير الخارجية الإيراني علي اكبر صالحي عن أمله ب «أن تأتي الدول الست الى طاولة المفاوضات بنية صادقة وسنبذل أيضاً جهوداً صادقة ليتمكن الطرفان من التوصل الى اتفاق رابح لكل منهما». وأكد ان طهران تأمل بأن تسفر المفاوضات عن اتفاق «يسمح بحماية حقوقها (في التحكم بالطاقة النووية) وتهدئة القلق الذي تعبر عنه دول 5+1» حول النيات الإيرانية. واورد بيان للمجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني انه تقرر بعد محادثات صعبة بين رئيس المجلس سعيد جليلي واشتون «عقد الجولة من المفاوضات في اسطنبول، وستجرى دورة ثانية في بغداد». واشار البيان الى ان «موعد اجتماع بغداد سيعلن بعد لقاء اسطنبول». وبحث وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري مع السفير الإيراني لدى العراق حسن دانائي فر امس، الموعد المقترح لعقد جولة للمفاوضات في بغداد. ولم تعط الخارجية العراقية تفاصيل عما توصل اليه الجانبان. ونقلت وسائل إعلام في طهران عن رئيس هيئة الطاقة الذرية الإيرانية رفضه إحياء اتفاق مبادلة الوقود النووي الذي انهار عام 2009 وكان ينص على تسليم إيران مخزونها من اليورانيوم، في مقابل إمدادها بوقود مخصب في الخارج لاستخدامه لأغراض سلمية في مفاعل بحوث في طهران. ونقلت وكالة الأنباء الرسمية الإيرانية عن عباسي دواني قوله ان «الجمهورية الإسلامية لن تعود أدراجها وغير مهتمة بالحصول على وقود مخصب بدرجة 20 في المئة من دول أخرى». وأوضح ان إيران استثمرت في هذا المجال لأن القوى الغربية صدتها. وأضاف: «لو منحونا الوقود لما حدثت مشكلة ولكان مفاعلنا (في طهران) يعمل». وأثار عباسي دواني احتمال تحويل الوقود الى درجة نقاء 3.5 في المئة، وهو مستوى التخصيب اللازم للمفاعلات المنتجة للطاقة النووية. وقال: «حين يتم الحصول على الوقود اللازم، سنقلص الإنتاج وربما نحوله الى 3.5 في المئة»، وهو مستوى لا يسمح بتطوير قنبلة نووية.