فيينا - رويترز - التزمت إيران الصمت حيال معلومات أوردتها مصادر عن نقل دفعة أولي من غاز «هكزوفلورايد اليورانيوم» إلى موقع «فردو» النووي قرب مدينة قم، تمهيداً لإنتاج يورانيوم مرتفع التخصيب بنسبة تناهز 20 في المئة، فيما أعلنت أنها سترد علي رسالة المفوضة الأوروبية للسياسة الخارجية كاثرين اشتون حول استئناف الحوار مع مجموعة الدول الست في شأن ملفها النووي. ورفض مصدر مطلع قريب من الهيئة النووية الإيرانية في حديث إلى «الحياة» تأكيد أو نفي هذه المعلومات، لكنه وصفها بأنها «غير دقيقة، باعتبار أن أي نشاط في هذا المجال يجري بإشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية ورقابتها». وكان رئيس الهيئة النووية الإيرانية فريدون عباسي اعلن في 20 آب (أغسطس) الماضي نقل عدد من أجهزة الطرد المركزي إلى موقع فردو الذي يبعد 130 كليومتراً جنوبطهران. ويقع موقع «فردو» النووي في منطقة جبلية وعرة اختيرت لضمان تفاديها القصف الجوي التقليدي، ويتسع لثلاثة آلاف جهاز للطرد المركزي ستُخصص لتخصيب يورانيوم بنسب 20 في المئة، علماً أن موقع «نتنز» مخصص لتخصيب اليورانيوم بنسبة تقل عن 5 في المئة. إلى ذلك، صرح حسين إبراهيمي نائب رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني، بأن بلاده أكدت مرات استعدادها للحوار مع مجموعة الدول الست الكبرى في شأن ملفها النووي، متهماً الولاياتالمتحدة بعرقلة هذه الجهود، وإطلاق «مزاعم فارغة». وأعلن أن طهران ستدرس الرسالة التي وجهتها اشتون إليها أول من امس وأكدت فيها استعداد الغرب للقاء المسؤولين الإيرانيين خلال أسابيع، «إذا رغبت طهران في المشاركة جدياً بمحادثات ذات مغزى»، مشيراً إلى أن طهران سترد قريباً على الرسالة. وشددت المسؤولة الأوروبية، في رد طال انتظاره على عرض استئناف المحادثات الذي قدمه كبير المفاوضين الإيرانيين سعيد جليلي الشهر الماضي، على ضرورة عدم تكرار سيناريو الجولة الأخيرة من المحادثات التي أجريت في كانون الثاني (يناير) الماضي، ولم تحقق أي تقدم. وكتبت اشتون في رسالتها: «إذا أبدت إيران استعدادها للتعامل مع مخاوف الغرب من دون شروط مسبقة فسنتفق على موعد الاجتماع المقبل خلال الأسابيع التالية ونحدد مكانه في موقع ملائم للطرفين»، علماً أن العرض الإيراني الأخير يربط استئناف المفاوضات بشرط اعتراف باقي الدول بحقها في تخصيب اليورانيوم، ما يشكل بالنسبة إلى الديبلوماسيين الغربيين محاولة لكسب الوقت من دون تقديم تنازلات تشمل وقف تخصيب اليورانيوم الذي يمكن أن يستخدم في صنع السلاح النووي إذا جرى تخصيبه بدرجة عالية. وتابعت اشتون: «نبحث عن نتائج ملموسة لدى تحركنا لمواصلة المحادثات، وحين نجتمع مرة أخرى يجب أن نضمن إنجاز تقدم حقيقي كي يستطيع الجانبان جني فوائد ملموسة، فيما يظل الهدف الأكبر إيجاد حل شامل طويل الأمد ينتج من حوار يعيد ثقة المجتمع الدولي بالطبيعة السلمية الكاملة للبرنامج النووي الإيراني».