خيمت اجواء تفاؤل على اليوم الاول من المحادثات بين ايران والدول الست في اسطنبول، بعد بداية متشنجة، تجسدت في تصريحات للجانب الايراني أكد فيها رفضه المسبق لمناقشة اقتراحات غربية بوقف عملية تخصيب اليورانيوم أو تجميدها. في مقابل ذلك، نقلت وكالة «فرانس برس» عن ديبلوماسي ان اللقاء الثنائي الذي عقدته كاترين اشتون وزيرة الخارجية الاوروبية وسعيد جليلي الذي يقود الوفد الايراني «لم يتوصل الى نتيجة». واوضح الديبلوماسي القريب الى المحادثات ان الاجتماع استمر ساعة ونصف ساعة و»شهد حديثا مكثفا لكن المواقف لا تزال هي نفسها». ونقل عن المفاوض الايراني ان بلاده تريد الاعتراف بحقها في تخصيب اليورانيوم وتطلب ايضا رفع العقوبات الدولية المفروضة عليها كشرطين مسبقين للبدء بالمفاوضات حول تبادل الوقود النووي. وبدا ان اليوم الاول من المحادثات التي تنتهي اليوم، ركز على كيفية ضمان استمراريتها، اضافة الى اقتراحات ايرانية للتعاون في مجالات سياسية وامنية اقليمية. كما ابدى الجانب الايراني استعداده لقبول اقتراحات الغرب في شأن التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، فتح كل المنشآت الايرانية امام مفتشي الوكالة، من دون قيود. وابلغت مصادر مطلعة «الحياة» ان الجانب الايراني قدم الى ممثلي الدول الست في المقابل، اقتراحات للتعاون في «مجالات خاصة» لم يكشف مضمونها، لكن المصادر قالت ان الجانب الغربي رحب بها، علي ان يعطي ردوداً خلال جولة لاحقة من المحادثات. وافادت مصادر ايرانية بأن الجانب الغربي «ابدي استعداداً مبدئياً للاعتراف بحق طهران بامتلاك التكنولوجيا النووية»، الأمر الذي وفر ارتياحاً ايرانياً وتفاؤلا غربياً باستمرار المحادثات. وأشارت تقارير في اسطنبول الى لقاءات ثنائية دارت فيها المناقشات حول مدي استعداد طهران لتقديم تنازلات، في حال موافقة الغرب علي اقتراحاتها للتعاون الإقليمي. وأفادت التقارير بأن وفوداً مشاركة في المحادثات مارست ضغوطاً على الوفد الإيراني لعقد «لقاء مباشر» مع نظيره الأميركي، فيما أمل الناطق باسم الوفد الأميركي مارك تونر بأن يشكل اجتماع اسطنبول «بداية مرحلة تقود إيران الى الحوار مع المجموعة الدولية». وافيد بأن الوفد الايراني الذي يقوده سعيد جليلي، سعي الي وضع «خريطة طريق» للتفاوض مع الدول الست (الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن والمانيا)، تستند الي القوانين الدولية ويكون إطارها نقاط تفاهم برزت بين الجانبين في جولات تفاوض سابقة خلال السنوات الماضية، بما في ذلك «بروتوكولات» ترعى عمل المفتشين الدوليين في ايران. وسبق المحادثات في اسطنبول تحذير لابو الفضل زهروند مساعد جليلي من ان طهران «لن تسمح على الاطلاق بأن تتطرق المناقشات الى مواضيع تمس بحقوقها الأساسية مثل تعليق التخصيب». واضاف قبل دخوله مقر الاجتماع في قصر سيراجان المطل على البوسفور: «سنركز على التعاون»، مشيراً الى ان الطرفين جاءا لاتخاذ اجراءات ايجابية». واضاف ان الغرب عرض على ايران معادلة «متعددة الجوانب»، لكن طهران قادرة على حلها. في المقابل، قال ديبلوماسي غربي مطلع على المحادثات التي تقودها وزيرة الخارجية الاوروبية كاثرين آشتون ان الغرب «يريد ردوداً جدية من ايران حول برنامجها النووي وتأكيد أنها ستحترم التزاماتها الدولية». وابلغ الديبلوماسي الغربي وكالة «فرانس برس» ان محادثات اسطنبول ستتطرق الى تبادل الوقود النووي بشروط جديدة، بعدما رفضت ايران في 2009 خطة قدمتها «مجموعة فيينا» (الولاياتالمتحدةوروسيا وفرنسا) تنص على ارسال 1200 كلغ من اليورانيوم الايراني الضعيف التخصيب الى روسيا، في مقابل الحصول من روسيا وفرنسا على الوقود لمفاعل البحوث الطبية في طهران. وفي ايار (مايو) 2010 اقترحت ايران مع تركيا والبرازيل عرضاً مضاداً ينص على ايداع 1200 كلغ من اليورانيوم الايراني في تركيا لمبادلته. لكن القوى الكبرى تجاهلت هذا العرض.