يتمتع شهر رمضان بمكانة عظيمة لدى أبناء الجالية التركية، إذ توارثوا الاستعداد له والاحتفال بحلوله وبخاصة ليلة الرؤية وأول سحور وأول يوم، حينما تجتمع الأسرة على مائدة إفطار واحدة في جو أسري يضم كل أفرادها، خصوصاً الجدات والأجداد الذين يمثلون النفحة الجميلة الباقية، للحفاظ على تقاليد وعادات رمضان التي تميزه عن بقية شهور العام. ويعتبر الأتراك موسم رمضان الشهر الأمثل لدفع عجلة التآلف والتآخي في ما بينهم، كون الشهور المتبقية لا تعد فرصة لالتقائهم في مجلس واحد وعلى سفرة واحدة كما هو الحال في شهر رمضان، إضافة إلى سهولة الوصول إلى الحرم المكي وأداء مناسك العمرة، بحسب قولهم، فيما تعد مائدة الإفطار التركية من أشهر موائد الإفطار، فهي تتميز بلذة الطعام والفوائد الصحية ومن أشهر الأطباق التي تقدم عليها «الكفتة» و«الشوربة التركية». وأفاد موسى عمر (أحد أفراد الجالية التركية) ل «الحياة» بأن رمضان له نكهة مختلفة، فهو يؤلف القلوب من خلال الاجتماع في شكل يومي بأحد المتنزهات أو الحدائق العامة، مشيراً إلى أنه من أكثر ما يميز رمضان في السعودية هو سهولة أداء العمرة وزيارة الحرم النبوي. وأضاف: «هذا الأمر يبعث فينا السعادة كثيراً وعندما نريد أن نؤدي مناسك العمرة فإننا نذهب كمجموعة واحدة». وأشار إلى أن السفرة التركية في رمضان لا يمكن أن تخلو من «الكبة» و«الترتة»، فهما أكلتان أساسيتان لا يستغنى عنهما، إضافة إلى الشوربة التي تعد على الطريقة التركية وتكون شهية المذاق. من جهته، أكد نبيل ناظم (مقيم تركي) ل «الحياة» أن متعة الإفطار الرمضاني تكون في التجمع العائلي والأخوة التي تكون دائماً هي من العادات التركية في رمضان، موضحاً أن البعض منهم يحرص على الإفطار بكورنيش البحر الأحمر، كونه متسعاً ويبعث في النفس الهدوء والطمأنينة. وشدد على ضرورة وجود الشوربة التركية على مائدة الإفطار الرمضانية، كونها تتكون من عناصر غذائية مهمة مثل الجزر والكرفس والسبانخ والليمون. فيما أشار محمد أحمد (مقيم تركي) إلى استحالة تناول الإفطار داخل المنزل، إذ إن البعض يجتمعون في إحدى الحدائق العامة للاستمتاع بالأجواء الرمضانية من خلال تبادل أطراف الحديث حتى صلاة العشاء ومن ثم العودة إلى المنازل، مبيناً أن من الأمور المهمة لدى أبناء الجالية في رمضان هو القيام بأداء العمرة وزيارة المدينةالمنورة، إذ أصبحت عادة أفراد الجالية التركية في السعودية، نظراً إلى سهولة أداء العمرة.