نفى رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو، أمس نيته تبكير موعد الانتخابات العامة المقررة نهاية 2013 إلى الخريف المقبل. واعتبر ما تناقلته وسائل إعلام حول عزمه تبكير الانتخابات للإفادة من شعبيته المرتفعة، مجرد إشاعات. وقال نتانياهو لوزراء حزبه «ليكود» أمس، إنه لم يتخذ أي قرار لتقديم الانتخابات وأن الحديث عن ذلك «ليس سوى خطأ كبير»، ودعاهم إلى ابلاغ الموقف لمن يشاؤون. وتابع أن لا يرى أي سيناريو لتبكير الانتخابات «ولن تجري انتخابات لا في ايلول (سبتمبر) المقبل ولا في تشرين الأول (اكتوبر) هذا العام. لا أستعجل الذهاب إلى أي مكان... ولا نية عندي لتقديم الانتخابات وهذه ستجري في موعدها المقرر في تشرين الثاني (نوفمبر) 2013». وكانت صحف نهاية الأسبوع توقعت أن يستغل نتانياهو حقيقة تحليقه في استطلاعات الرأي العام وغياب شخصية تنافسه على رئاسة الحكومة ليبكّر الانتخابات ويتفادى بذلك احتمال استئناف حملة الاحتجاج الاجتماعية الصيف المقبل، التي يتوقع كثيرون أن تكون أوسع نطاقاً من الماضي، لاعتقاده أن هذه الحملة يمكن أن تفيد حزب «العمل» الذي يتزعمه النائب شيلي يحيموفيتش الذي يتبنى أجندة اقتصادية-اجتماعية. كما يواجه نتانياهو استحقاق الحسم في مسألة عدم تجنيد المتدينين المتزمتين «الحرديم» للجيش حيال اتساع المعارضة لإعفائهم من الخدمة العسكرية وإمهال المحكمة العليا للحكومة حتى آب (أغسطس) المقبل بأن تقدم للكنيست صيغة قانون جديد لتسوية هذه المسألة. ويبحث نتانياهو في بلورة صيغة ترضي شريكيه الدينيين في الائتلاف الحكومي «شاس» و «يهدوت هتوراه» الرافضين أي إلزام للشباب الحرديم بالخدمة العسكرية، أو شريكه الأبرز، الحزب العلماني «إسرائيل بيتنا» بزعامة وزير الخارجية أفيغدور ليبرمان الذي يعارض بشدة مواصلة إعفاء «الحرديم». وبين الأسباب الأخرى التي قد تدفع نتانياهو لتبكير الانتخابات، الصعوبات في إقرار الموازنة العامة للعامين المقبلين حيال المطالبات القوية بتقليصها ببلايين الدولارات إزاء انخفاض مداخيل الدولة من جباية الضرائب. وبرأي المعلقين، فإن نتانياهو يريد استغلال ارتفاع شعبيته وشعبية حزبه «ليكود»، في مقابل تراجع قوة أحزاب الوسط واليسار، ليسجل انتصاراً كاسحاً في انتخابات مبكرة تتيح له هامشاً أوسع من اتخاذ القرارات من دون أن يكون متعلقاً بمزاج شركائه، سواء من المتدينين أو العلمانيين. إلى ذلك يشهد حزب «كديما» المعارض غداً انتخابات لزعامته، بين زعيمته الحالية تسيبي ليفني ومنافسها وزير الدفاع السابق رئيس لجنة الخارجية والأمن شاؤول موفاز في وقت تتوقع استطلاعات الرأي بأن تتراجع قوة هذا الحزب المتمثل اليوم ب 28 مقعداً برلمانياً، إلى النصف في حال جرت انتخابات اليوم، وبغض النظر عن هوية الفائز بزعامته، علماً أن الاستطلاعات تشير إلى منافسة لصيقة بينهما. ويعاني «كديما» المحسوب على يمين الوسط انقساماً شديداً جراء التلاسن المتواصل بين أقطابه، ومع دخول الإعلامي يئير لبيد الحلبة السياسية والتوقعات بأن يخطف نحو نصف مقاعد «كديما». ويرى مراقبون أن «كديما» فشل في السنوات الثلاث الأخيرة في أن يكون معارضاً حقيقياً لحزب «ليكود» الحاكم ونتانياهو لسببين: الأول رضى الإسرائيليين عن إداء الحكومة في المجالين الأمني والاقتصادي، وعدم ايلائهم الصراع مع الفلسطينيين الأهمية ذاتها التي يوليها «كديما»، والثاني ضعف القيادة لدى ليفني التي افتقد الإسرائيليون صوتها في عدد من القضايا المركزية.