هل تتجه إسرائيل نحو انتخابات عامة مبكرة أواخر العام؟ حتى الآن يبدو الائتلاف الحكومي اليميني بزعامة بنيامين نتانياهو مستقراً، بل متيناً، لكن تطورات مختلفة تحصل على الساحة الحزبية تستدعي السؤال الوارد، آخرها أمس مع إعلان زعيمة حزب «كديما» الوسطي المعارض تسيبي ليفني، ان الانتخابات الداخلية لزعامة الحزب ستجري في 27 آذار (مارس) المقبل. ولا شك في أن إعلان الصحافي المرموق يئير لبيد الأسبوع الماضي دخوله المعترك السياسي لعب دوره في «خنوع» ليفني للضغوط التي قادها منافسها على زعامة الحزب وزير الدفاع السابق النائب شاؤول موفاز لإجراء انتخابات جديدة لزعامة الحزب، خصوصاً في أعقاب استطلاعات للرأي أعقبت إعلان لبيد، أفادت أن «كديما» سيخسر نصف تمثيله الحالي في الكنيست (28 مقعداً) لمصلحة لبيد، وستكون الخسارة أفدح اذا رأس موفاز «كديما». وكان نتانياهو فاجأ قبل شهرين أعضاء حزبه «ليكود» بإعلان مماثل عن إجراء انتخابات لزعامة الحزب، لن ينافسه فيها أحد، وإن رفض الربط بين هذه الانتخابات وبين تبكير موعد الانتخابات البرلمانية. وقبل ذلك، أجرى حزب «العمل» المعارض انتخابات لزعامته توجت في نهايتها النائب الصحافية سابقاً شيلي يحيموفتش رئيسة له. يُضاف إلى ذلك إمكان تقديم لائحة اتهام جنائية بحق زعيم حزب «إسرائيل بيتنا»، وزير الخارجية أفيغدور ليبرمان في غضون اشهر قليلة قد تسرّع تبكير الانتخابات. ومع نشر نتائج الاستطلاع التي أفادت أيضاً أن دخول لبيد الحياة السياسية لن يضعف معسكر اليمين الذي يقوده نتانياهو ولديه حالياً غالبية من 65 مقعداً تتوقع الاستطلاعات أن يحافظ عليها في الانتخابات المقبلة أيضاً، وُجهت لليفني اتهامات من أعضاء حزبها بأنها السبب في تراجع شعبيته، خصوصاً في العام الأخير «حين اختفت ليفني عن الساحة ولم تبد رأيها في عدد من القضايا الجوهرية مثل صفقة تبادل الأسرى مع حركة «حماس». وكرر موفاز أمس هذه الاتهامات، مضيفاً ان ليفني تسببت للحزب بأضرار كثيرة «بسبب قيادتها الضعيفة التي اتسمت بالتأتأة وانعدام المسؤولية». وقال إنه في حال انتخابه، فإنه سيعيد «كديما» إلى مركز الخريطة الحزبية في إسرائيل، «وسأجعل منه الحزب البديل لحكومة اليمين الحالية». وأضاف أن حكومة برئاسته «ستعيد إسرائيل إلى المسار الصحيح وتدعمها أخلاقياً واجتماعياً وصهيونياً». من جهتها، اعتبرت ليفني أنه مع إعادة انتخابها ستكون «مرشحة الغالبية الصهيونية» لرئاسة الحكومة، «لأن إسرائيل ومواطنيها لن يسمحوا لأنفسهم بإبقاء الحكومة الحالية، حكومة نتانياهو المتطرفة، في الحكم». ورأت أن الانتخابات في «كديما» لن تقرر هوية زعيم الحزب فحسب، إنما ما إذا كان نتانياهو سيبقى رئيساً للحكومة.وأقرت بأن لا فوارق أيديولوجية بينها وبين لبيد، مضيفة أن جهود الاخير لاستمالة تيار الوسط من خلال «نسخ برنامج كديما» سيؤدي إلى «إضعاف المعسكر الذي يجهد من أجل تغيير الحكومة».