أعلنت السلطات الباكستانية أمس، ان سويسريين يدعيان أوليفر ديفيد ودانييلا ويدمار، كان خطفا في منطقة لورالاي شرق مدينة كويتا في اقليم بلوشستان (جنوب غرب) في الأول من تموز (يوليو) الماضي، هربا من خاطفيهما المنتمين الى حركة «طالبان باكستان»، ونجحا بمساعدة الجيش في بلوغ مدينة بيشاور، كبرى مدن منطقة القبائل (شمال غرب). وأوضحت السلطات ان رواية السويسريين الاثنين تفيد بأنهما وصلا الى نقطة تفتيش قرب ميران شاه في اقليم شمال وزيرستان، ثم نقلهما الجيش الى بيشاور، مركز اقليم خيبر بختون خوا، للتحقيق معهما وطلب إفادتهما حول كيفية خطفهما، وما واجهاه خلال احتجازهما. وأبدت السلطات دهشتها من نبأ هروب الرهينتين السويسريين، بعدما فشلت اجهزة الأمن في تحديد مكان احتجازهما طيلة ثمانية شهور ونصف الشهر تقريباً. وأفادت مصادر في منطقة القبائل الباكستانية بأن جماعة مسلحة في إقليم بلوشستان خطفت السويسريين بعد دخولهما الأراضي الباكستانية من الهند، تمهيداً للتوجه إلى إيران والعودة براً عبر تركيا ودول أوروبية إلى سويسرا. وكشف التحقيق ان المخطوفين يهوديان من سويسرا حصلا على تأشيرة دخول الى باكستان، وأن جماعة جيش تحرير البلوش الانفصالية باعتهما إلى «طالبان باكستان» بزعامة حكيم الله محسود الذي طالب بفدية مالية، والإفراج عن الدكتورة الباكستانية الاصل عافية صديقي المسجونة في الولاياتالمتحدة بتهمة قتل عملاء سريين للحكومة الأميركية. وكشفت مصادر ل «الحياة» ان مفاوضات سرية أُجريت بين «طالبان باكستان» والحكومة السويسرية رفضت خلالها الحركة وساطة إسلام آباد أو اضطلاع السفارة السويسرية في باكستان بدور في المسألة، وأن هذه المفاوضات أدت إلى الإفراج عن المخطوفين السويسريين الاثنين بعد دفع فدية مالية بلغت ربما عشرة ملايين يورو. وكانت «طالبان» الأفغانية خطفت في حادثة مشابهة صحافياً أميركياً جنوبكابول قبل سنوات، ثم نقلته وفق قوله إلى شمال وزيرستان، قبل ان يزعم هروبه من خاطفيه ولجوءه إلى مركز امني باكستاني. لكن مصادر في «طالبان» الأفغانية أكدت أن فدية قيمتها عشرة ملايين دولار دفعت لإطلاق الصحافي الأميركي، ووضعه قرب مركز الجيش الباكستاني في بلدة ميران شاه في اقليم شمال وزيرستان. على صعيد آخر، قتل مسؤول في الشرطة يدعى كلام خان وجرح مرافقان له في تفجير نفذه انتحاري في منطقة كارا شوك في بيشاور.