أعلن الرئيس السوداني عمر البشير، أمس، التعبئة العامة في البلاد وأمر حكّام الولايات بفتح معسكرات لتدريب المتطوعين وإعداد 21 لواء من المقاتلين لحسم أي «متمرد أو عميل أو خائن». وتوعد قيادة دولة الجنوب الوليدة، وذكّرها بمصير العقيد الليبي الراحل معمر القذافي. وجاء تهديد البشير بعدما اتهمت حكومته رسمياً حكومة الجنوب بالتورط في مؤامرة هدفها إسقاط نظام الحكم في الخرطوم من خلال احتلال ولاية جنوب كردفان والزحف منها بسرعة نحو العاصمة. وقال البشير الذي كان يخاطب آلاف المتطوعين من قوات الدفاع الشعبي في الخرطوم أمس، وهو يرتدي بذلة عسكرية، إن كل من يتآمر على السودان سيدفع الثمن غالياً، وحمل في شدة على «معمر القذافي عليه لعنة الله»، موضحاً أنه كان يلعب دوراً قذراً ضد بلاده، ولكن «ردّينا له الصاع صاعين». وتابع: «كل من يمد أصبعه تجاه السودان سنقطعه له، وكل من ينظر بعينه لبلادنا سنفقأها له». وذكر البشير في لهجة غاضبة أن حكومته وقّعت اتفاق سلام مع الجنوب العام 2005 ولم تكن مهزومة بل منتصرة في آخر معركة جرت في منطقة توريت. وبعدما قال إن بلاده قدّمت 18 ألف شهيد خلال مرحلة الحرب الأهلية الأخيرة، قال «إننا جاهزون لتقديم 18 ألف شهيد آخرين». وانتقد وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون التي اتهمته بالسعي إلى تقويض دولة الجنوب، وقال إن حكومته لا تريد الجزرة الأميركية لأنها «مسمومة وعفنة»، ولا تخشى العصا الاميركية أيضاً. وكشف أن قائد المتمردين في ولاية جنوب كردفان عبدالعزيز الحلو شرح خطته للسيطرة على ولاية جنوب كردفان خلال ساعتين والزحف لإطاحة نظام الحكم في الخرطوم على المبعوث الرئاسي الأميركي إلى السودان برينستون ليمان الذي وافق عليها ووعد بدعمها. واعتبر البشير أن قرار المحكمة الجنائية الدولية توقيف وزير دفاعه عبدالرحيم محمد حسين بتهمة ارتكاب جرائم في دارفور منذ العام 2003، جاء بعد فشل الخطة العسكرية للمتمردين في ولايتي جنوب كردفان والنيل الازرق، معتبراً أن قرار المحكمة يستهدف احباط الروح المعنوية للقوات المسلحة التي تقاتل في الولايتين و «لكننا سندافع عن كرامة السودان ومشروع السودان الاسلامي». وأكد أن قواته ستدخل قريباً منطقة كاودا معقل المتمردين الرئيسي في جنوب كردفان بعدما سيطرت على معقلهم في الكرمك في النيل الازرق.