غالبية أندية زين استثمرت توقف مباريات الدوري بإقامة العديد من المعسكرات، وشهدنا حراكاً أجزم بأنها الحالة الأولى من نوعها حين تقام مثل هذه المعسكرات «الخارجية» في وسط الموسم. في السابق، تعودنا على أن تكون معسكرات الأندية قبل بداية الدوري أو بداية الموسم الرياضي بفترة طويلة، وفي دول احياناً تكون بعيدة، نذكر منها معسكرات البرازيل والأرجنتين، أما اليوم فقد اختلفت الرؤى، إذ غادر عدد من أندية دوري زين إلى الدول القريبة، والهدف من هذه المعسكرات هو إبعاد اللاعبين عن حالة الركود التي قد يصابون بها جراء هذا الإيقاف، مما قد يسبب انتكاسة للأداء العام بعد العودة الى المنافسات. ومن المهم هنا أن نشير إلى أنه يجب عدم انتظار تقدم في المستوى العام للفرق، والسبب أن مثل هذه المعسكرات ينتظر منها الإبقاء على المستوى السابق للفريق على الأقل قبل توقف الدوري، ولو حدث أي تطور في الأداء لفريق ما وحضر بوجه مختلف، فإن تجربة مثل هذه المعسكرات يجب ان توضع تحت النظر، وفي تصوري أن فائدة مثل هذه المعسكرات ستكون للنادي الذي أحضر مدرباً جديداً مثل الهلال والنصر والاتحاد، فهذا المعسكر القصير نسبياً سيكون فرصة للمدرب للتعرف على لاعبيه، وفرض أسلوبه في هذه المدة. حتى وان كانت مثل هذه المعسكرات «ترفيهية» كما يقول البعض، فإن اللاعب بطبيعته يحتاج إلى مثل هذا الترفيه لكي يعود أكثر نشاطاً من قبل، وبمعنى أكثر دقة فإن مثل هذه المعسكرات ضرورية وهي عمل احترافي خالص، يؤكد أننا بدأنا نلمس عملاً أكثر تطوراً، فالدوري في السنوات الماضية توقف في منتصفه، ولم نكن نسمع او نشاهد مثل هذا التصرف، ولعلنا نتذكر بأن إيقاف الدوري لأي سبب كان فرصة للمدربين للتمتع بإجازات منفردة لهم لم تكن محسوبة، وربما يكون كرم مسؤولي الأندية آنذاك احياناً يشمل اللاعبين الاجانب وبعض المحليين، وهو ما يؤكد الفوضى في العمل، أما اليوم فهنا صيغة جديدة وتركيبة مميزة في الإعداد المستمر من اجل إيضاح الصورة الحقيقية لماهية العمل. وعلينا أن نتفق بأن الأندية التي أقامت معسكرات في فترة التوقف الحاصلة الآن أمر له الكثير من الايجابيات على رغم ما تكبدته من خسائر مالية، ولا يمكن حصر تلك الايجابيات بسهولة، بل إن كثيراً من الايجابيات لا تظهر مقدماً بل سيتم التأكد منها بعد عودة الأندية الى معترك المنافسات المحلية. آخر مكاشفة ليس هناك نصراوي مهم علا شأنه او قل، لا يحب اللاعب الكبير سعد الحارثي حتى وهو يرتدي شعار المنافس الهلال، لكن هناك إصراراً هلالياً عجيباً بمحاولة زج الحارثي في كل مكتسبات الهلال، بدليل رفع الحارثي على الرؤوس بعد نهائي كأس ولي العهد، بل إن تصريحات جميع اللاعبين بعد الفوز شددت على إهداء الكأس للحارثي، وكأن الحارثي هو الذي صال وجال داخل الملعب لكي يحقق للهلال كأسه المعتاد. فالنصراويون لم يعد لديهم قناعة بما تبقى للحارثي من مستوى، لذلك تركوه! والهلاليون يريدون رفع معنوياته بكل الطرق المكشوفة والمغطاة، وهذا لا يغيض النصراويين على الإطلاق بل يمنحونهم سعادة لا توصف. [email protected]