ربما أظهرت مباراة النصر والهلال العديد من المكاسب الفنية، بغض النظر عن المكسب والخسارة في نتيجة المباراة، صحيح أن نتيجة المباراة ذهبت لمن يستحقها وهو الهلال، لكن النصر خرج هو الآخر بمكاسب ستكون نتائجها في المستقبل البعيد. الهلال من أهم مكاسبه أنه ما زال الفريق البطل الذي يتمتع في الوقت الراهن بشخصية قوية داخل الملعب، وأن الاستراتيجية الهلالية ما زالت تهيمن على الوضع الكروي السائد الآن من دون وجود منافس يمكن الرهان عليه، بعد تراجع فريق الاتحاد، وظروف فريق الشباب التي حدت من الوقوف أمام الهلال، وبما يتسع الفارق في مقبل الأيام، لكن منافسة النصر للهلال تختلف اختلافاً جذرياً لا يقف عند تحقيق البطولات فحسب، بل يمتد إلى أكثر من ذلك، فالنصراويون ينظرون إلى الهلال، وهذا واقع أنه مقياس إلى ما يتوافر لديهم، فما زال النصراويون يرون أنهم يقدمون 20 في المئة من مستواهم كطموح للمستقبل، وهي نتيجة أصبحت ثابتة لكنها محتملة أن تزيد لكن متى يتم ذلك؟ النصر في ما يبدو أمامه عمل كبير، لكي يقف في الصفوف الأمامية المتقدمة جداً، وأول ذلك أن يبدأ النصراويون بالعمل جدياً في مسألة التأهل إلى دوري أبطال آسيا ما بعد المقبل، ومن ثم الإعداد للموسم المقبل بشكل مكثف، لأن مجرد التفكير في البطولة الأخيرة هذا الموسم قد يحد كثيراً من الطموحات النصراوية، ومن المستحيل أن تأتي البطولات من دون عمل واضح على أرض الواقع، ما زال هناك الكثير من الأخطاء في تركيبة الفريق النصراوي، لاسيما موضوع المجاملات التي تؤخر تقدم الفريق، وإذا ما لم يعتمد النصر على اللاعب الجاهز، فإنه سيخسر كثيراً، فلاعب مثل نجم النصر سعد الحارثي يبدو أنه غير جاهز للمشاركة أساسياً الآن مع الفريق، اذ تراجع مستوى اللاعب الى الحد الذي لا يمكن معه ان يغيّر نتيجة مباراة، أو أن يعيد التوازن للفريق كما كان يفعل سابقاً، فعلى الحارثي أن يراجع نفسه أولاً، ومن ثم عدم مجاملته، خصوصاً في المباريات الحاسمة، فكل الجماهير كانت تتوقع الاستعانة باللاعب ريان بلال كلاعب لديه قدرة على إحداث الفارق في المباراة، ليكون البديل الحارثي الذي لعب دور المتفرج في المباراة، وعلى العموم لسنا ضد اللاعب الحارثي. لكن الواقع يقول غير ذلك، فكان بالإمكان أفضل مما كان، ما يتعرض له الفريق النصراوي من آراء تبدو غير فنية سيجعل الفريق النصراوي يراوح عند النسبة المقررة سلفاً، وهذا أمر لا يؤدي إلى طموح الجماهير النصراوية. [email protected]