عاد الهلال وعاد النصر، وقبلهما عاد الاتحاد من معسكراتهم الخارجية، وغداً يعود الأهلي، وبعد جولات ثلاث أو أقل أو أكثر من دوري زين للمحترفين، سنعود جميعنا لنتحدث عن نتائج المعسكرات الخارجية، وكما يقول المثل العامي: «المويه تكذب الغطاس!». لكن قد تتفقون معي على أن عدوى المعسكرات الخارجية أصابت الأربعة الكبار هذه المرة، واختار كل منهم معسكره بطريقته التي يراها، فالاتحاد والنصر اختارا إسبانيا، والهلال توجه إلى النمسا، وفضل الأهلي ألمانيا، وعلى غير العادة والمألوف اختار الشبابيون لمعسكرهم أن يكون داخلياً، وها هي رحلة المنتخب تقلع من جديد بعد توقف قسري، والأمل ما زال باقياً باللحاق بالكوريتين إلى نهائيات كأس العالم في جنوب أفريقيا صيف العام المقبل، وإن كانت لي من ملاحظة على قائمة المنتخب، فهي حول أسباب تجاهل بيسيرو لأحد نجوم خط الهجوم في الدوري السعودي اللاعب حسن الراهب. وقد نشرت صحيفة «الوطن»، خبراً عن رغبة مدرب فريق شالكة الألماني، أحد أكبر الأندية الألمانية، في شراء عقد نجم هجوم فريق الأهلي حسن الراهب، بعد مشاهدته له في المباراة الودية التي جمعت فريقه بالأهلي، وانتهت لمصلحة الفريق المضيف بهدفين نظيفين، واللافت أن هذا الخبر مرّ على الإعلام الرياضي وكتّاب الأعمدة مرور الكرام، من دون تعليق أو احتفاء بالخبر وأهميته، ولا أدري إن كانت للأهلي علاقة بذلك، كون اللاعب أهلاوياً، وربما أنه لو كان اتحادياً أو هلالياً أو نصراوياً لملأ الصفحات تحليلاً وتعليقاً، ولأصبح شغل كل كاتب وكل برنامج رياضي. هناك من يقول إن إعلام الأهلي غير فاعل وغير مؤثر، وعلى رغم تحفظي على هذه التقسيمات للإعلام الرياضي، اذ أصبح دارجاً لدينا أن نردد هذا إعلام هلالي، وهذا إعلام اتحادي، وآخر نصراوي، وذاك أهلاوي، وكل هذا التوزيع غير دقيق، ذلك أن الإعلام الرياضي هو جزء من إعلام كامل، منه السياسي والاقتصادي، وغيره من الأبواب المعروفة في الصحافة المقروءة، وهو يخضع لنظام المؤسسات الصحافية الذي تشرف عليه وزارة الثقافة والإعلام، وليس للأندية دور في رعاية الصحافة الرياضية أو تمويلها. نعم لدينا صحف وصفحات يتحكم ميول القائمين عليها في توجهها، لكن ليس إلى الدرجة التي يغيب فيها خبر مهم، مهما كان لون قميص اللاعب المعني بهذا الخبر، فالمهنية تحتم وتفرض على الإعلامي أن يتعامل مع الأخبار بعيداً عن تأثيرات الميول، وإلاّ فهو ليس إعلامياً، وحتى لا يقال إنني أتحامل على الإعلام الرياضي، فإن اللائمة تقع في الأساس على إدارة الكرة في الأهلي، لعدم إبراز هذا الخبر، الذي يمثل في واقعه دعاية مجانية للأهلي وللاعب، بعيداً عن قبول الأهلي بالعرض أو رفضه. ولعل وجه الغرابة هنا، أن المركز الإعلامي في الأهلي سارع إلى نفي أخبار تسربت عن مفاوضات مع مدافع الاتحاد أسامة المولد - وهذه جاءت بتعليمات - فلماذا لم يحدث التفاعل مع لاعب الأهلي حسن الراهب، كما حدث مع لاعب الاتحاد أسامة المولد؟ [email protected]