دمشق، لندن - «الحياة»، أ ف ب، رويترز - واصل الجيش السوري أمس قصفه لحي بابا عمرو الذي تسيطر عليه المعارضة في حمص للأسبوع الرابع، فيما حاول الصليب الأحمر الدولي إجلاء مزيد من المدنيين اليائسين من المدينة. وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» إن 57 شخصاً على الأقل قتلوا في سورية، بينهم تسعة في حمص. وذكر المرصد أن 46 مدنياً قتلوا أمس بينهم أربع نساء وطفلة بنيران القوات السورية، فيما قتل خمسة من عناصر الأمن في ريف حلب (شمال). وأوضح: «استشهد ثلاثة مواطنين بينهم طفل اثر إطلاق النار من حواجز للقوات السورية في بلدة تلبيسة (ريف حمص) وتسعة مدنيين في أحياء عدة في مدينة حمص». وفي ريف حماة (وسط)، أضاف المرصد أن «ستة مواطنين استشهدوا بينهم فتاتان خلال العمليات العسكرية والأمنية التي تنفذها القوات السورية في قريتي معرزاف والمجدل كما استشهد شاب ووالدته من قرية التريمسة اثر إطلاق الرصاص عليهما من قبل حاجز للقوات النظامية عند دوار مدينة محردة». وفي ريف حلب (شمال)، أكد المرصد «مقتل ستة آخرين بينهم امرأة وطفلة في مدينة اعزاز التي تسمع فيها أصوات إطلاق نار كثيف استمر منذ صباح» أمس. كما سقط خلال الاشتباكات مع مجموعة منشقة خمسة عناصر أمن على الأقل وأصيب 11 بجراح خطرة في اعزاز التي وصلتها قافلة تضم 25 سيارة تحمل عناصر مدججين بالسلاح. وأشار المرصد إلى وفاة شخصين في مدينة حلب متأثرين بجروح أصيبا بها أول من أمس. وفي مدينة حلب، قال المرصد إن قوات الأمن أطلقت النار لتفريق أكثر من أربعة آلاف متظاهر في حي سيف الدولة في حلب تجمعوا لتشييع شاب استشهد الجمعة في حي السكري وطالبوا بإسقاط النظام ورحيل الرئيس بشار الأسد. وقالت ناشطة في تنسيقيات حلب إن «عدداً كبيراً من المواطنين انضموا إلى التشييع من بينهم نساء حملن أطفالهن في التظاهرة وصرن يزغردن، حتى تحول التشييع إلى تظاهرة تطالب بإسقاط النظام». وأضافت أن المتظاهرين «رفعوا أعلام الاستقلال ورددوا هتافات معارضة للنظام ومؤيدة للجيش السوري الحر اضافة إلى أغان كان يرددها إبراهيم القاشوش». وأشار متحدث باسم «تنسيقية التآخي في حلب» إلى أن «الأمن يعمل لتفريق المتظاهرين لكن الشباب يعودون إلى التجمع مجدداً». وفي حمص (وسط)، قالت «لجان التنسيق المحلية» إن حي الخالدية استهدف بعدد من القذائف المضادة للدروع «آر بي جي» من جهة جامع خالد بن الوليد. كما يتعرض حي الحميدية لقصف بالهاون وإطلاق رصاص متواصل من قناصين. وذكرت أن «أصوات انفجارات متقطعة سمعت في أحياء عدة في مدينة حمص». وفي ريف إدلب (شمال غرب)، تتعرض قرية المغارة في جبل الزاوية لقصف وإطلاق نار من رشاشات ثقيلة مما «أدى إلى تهدم جزئي لخمسة منازل واشتعال النار في منازل عدة أخرى»، وفق المرصد الذي أضاف أن صوت إطلاق نار كثيف في مدينة سراقب سمع في وقت تشهد قرية افس المجاورة لسراقب حملة مداهمات واعتقالات. يأتي ذلك في وقت استؤنفت المفاوضات أمس في حمص بين اللجنة الدولية للصليب الأحمر الدولية والسلطات والمعارضين لإجلاء المصابين من حي بابا عمرو وبينهم صحافيان أجنبيان وجثمانا الصحافيين اللذين قتلا الأربعاء الماضي. وقال الناطق باسم الصليب الأحمر في دمشق صالح دباكة: «تتواصل المحادثات لإجلاء المصابين الذين يحتاجون إلى مساعدات طبية عاجلة». وأكد أن منظمة الهلال الأحمر والصليب الأحمر اجليا سبعة مصابين وعشرين امرأة وطفلاً مرضى إلى مشفى الأمين الذي يبعد كيلومترين عن حي بابا عمرو. وذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية «سانا» أن «فرق الهلال الأحمر السوري تمكنت من الدخول إلى حي بابا عمرو (أول من) أمس وإسعاف عدد من المصابين جراء جرائم المجموعات المسلحة ونقلهم إلى مشافي حمص لتلقي العلاج». وأضافت الوكالة: «عمدت المجموعات الإرهابية المسلحة طوال الأيام الماضية إلى الترهيب بقوة السلاح لاحتجاز المواطنين والمصابين بهدف استخدامهم كدروع بشرية كي تتمكن من مواصلة إجرامها ضد الأبرياء وقوات حفظ النظام والممتلكات العامة». وأشارت إلى أن «مجموعة ممن غرر بهم في الزبداني وسرغايا ومضايا (ريف دمشق) يسلمون انفسهم إلى الجهات المختصة». وأضافت أنه تم تشييع «جثامين 18 شهيداً من عناصر الجيش وقوات حفظ النظام استهدفتهم المجموعات الإرهابية المسلحة أثناء تأديتهم واجبهم الوطني في حمص وإدلب ودرعا وريف دمشق». في المقابل، قال الناشط في بابا عمرو نادر الحسيني إن الناس في بابا عمرو يشكون في الهلال الأحمر السوري الشريك المحلي للجنة الدولية للصليب الأحمر ولا يريدون العمل مع جماعة «ليست مستقلة وتخضع لسيطرة النظام». وأضاف أن هناك مئات من المصابين يزدحمون في المنازل وإن الناس يموتون لعدم توافر أكياس الدم ولأنه ليست لديهم القدرة على علاج الجميع. لكن اللجنة الدولية للصليب الأحمر دافعت عن الهلال الأحمر السوري مؤكدة أنه «منظمة مستقلة». وقال الناطق باسم اللجنة في جنيف هشام حسن: «متطوعوهم يعرضون حياتهم للخطر يومياً لمساعدة الجميع من دون استثناء».