دمشق، بيروت، جنيف - ا ف ب، رويترز - استمرت المواجهات امس بين القوات السورية والمحتجين الذين تظاهروا في مختلف المدن والمناطق تحت شعار «سننتفض لأجلك بابا عمرو». وقال نشطاء ان ما لا يقل عن 90 شخصاً قتلوا في الوقت الذي استمر القصف الذي يتعرض له هذا الحي في حمص، والذي تحولت معظم بيوته الى ركام كما أظهرت صور على مواقع المعارضة على الانترنت ظهر فيها الدخان يتصاعد من الحرائق المشتعلة بفعل القذائف. واعلن مساء ان مسعفين من اللجنة الدولية للصليب الاحمر والهلال الاحمر السوري دخلوا الى حي بابا عمرو لاجلاء ضحايا القصف، بينهم صحافيان غربيان جريحان اضافة الى جثماني الصحافيين الغربيين اللذين قتلا الاربعاء. وكان الناطق باسم الهيئة العامة للثورة السورية هادي العبدالله ذكر ان بابا عمرو تعرض منذ الصباح لقصف عنيف بالراجمات والدبابات والمدفعية اضافة الى صورايخ «سكود» ارض -ارض. واضاف ان «الامر اصبح روتينيا، قتل وتهديم وتدمير». وتحدث عن واقع انساني يزداد سوءا يوما بعد يوم في حمص وخصوصا في بابا عمرو. وافاد المرصد السوري لحقوق الانسان ان اربعة اشخاص قتلوا بسبب القصف على هذا الحي، بينهم طفل ووالده. كما سمعت اصوات انفجارات في حي كرم الزيتون، وشوهد مئات العناصر من القوات العسكرية في حي الانشاءات المجاور لبابا عمرو. وقال نشطاء إن قوات الأمن السورية قتلت 18 شخصا على الأقل رميا بالرصاص في قرية حلفايا بمحافظة حماة بينهم ما لا يقل عن خمسة أطفال. وأظهر فيديو على الانترنت أشخاصا يلفون جثثا مخضبة بالدماء لأطفال وما لا يقل عن اربع جثث لبالغين ملفوفة بأغطية. وقال نشطاء إن سبعة من القتلى من اسرة واحدة وهم اب وأم وأطفالهما الخمسة أحدهم له عشرة شهور من العمر. والضحايا من عائلات تعمل بالزراعة اوقفتهم قوات الأمن في صف وأعدمتهم رميا بالرصاص. وبدت الاصابات في الرأس. وقتل ثلاثة متظاهرين في مدينة حلب برصاص الامن، بينهم قتيلان في حي الفردوس، فيما سقط الثالث في حي السكري اثناء تفريق عناصر الامن للتظاهرات. وكانت حلب حتى وقت قصير بمنأى عن حركة الاحتجاجات. ووصفها رئيس المرصد السوري رامي عبد الرحمن بأنها كانت امس «رأس الحربة في التظاهرات»، اذ شهدت المدينة كما ريفها تظاهرات حاشدة. وجابت مناطق مختلفة في سورية تظاهرات قدرت اعداد المشاركين فيها بعشرات الالاف تضامنا مع حي بابا عمرو الذي يتعرض لقصف القوات النظامية وحصارها للاسبوع الثالث على التوالي. وافاد ناشطون في «تنسيقية التآخي» التي تضم ناشطين من عرب واكراد ومسيحيين في مدينة حلب ان قوات الامن تحاصر حي المرجة، كما اطلقت الرصاص لتفريق متظاهرين في حيي الكلاسة والسكري. وانتشرت هذه القوات في المدينة الجامعية التي شهدت في الايام الماضية تظاهرات حاشدة. وفي ريف حلب ذكر المرصد السوري ان تظاهرة حاشدة انطلقت في مدينة جرابلس الواقعة على الحدود السورية - التركية كما خرجت تظاهرات في مدينة تل رفعت في ريف حلب وفي بلدات ارشاف وحيان وابين سمعان. وفي ريف حمص، تعرضت مدينة الرستن منذ الصباح للقصف. وقال هادي العبدالله ان الجيش النظامي يحاول التقدم الى الرستن التي سيطر عليها «الجيش الحر» قبل حوالى 20 يوما في ظل اطلاق نار وقصف بالمدافع وراجمات الصورايخ منذ الصباح». وفي محافظة درعا حيث انطلقت الاحتجاجات قبل اكثر من 11 شهراً، اطلقت قوات الامن النار لتفريق تظاهرة في بلدة عدوان، وخرجت تظاهرات في عدة بلدات وقرى بريف درعا بالرغم من التواجد الامني والعسكري، وسمعت اصوات اطلاق الرصاص في بلدة الحارة تزامنا مع اقتحام اليات عسكرية للبلدة. وخرجت تظاهرات حاشدة من معظم مساجد معرة النعمان تنادي باسقط النظام وتدعو لفك الحصار عن بابا عمرو والمدن المحاصرة، وترفض الاستفتاء على الدستور. وفي محافظة دير الزور خرجت تظاهرات في احياء عدة من المدينة وفي عدة مدن وبلدات في المحافظة.