بروكسيل – رويترز، أ ف ب - قال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي اندرس فوغ راسموسن امس، إن الحلف يدعم الخطة التي سبق الاتفاق عليها لخفض العمليات في أفغانستان بحلول نهاية عام 2014 مع تنسيق أي تغييرات تطرأ على الجدول مع الحلفاء. وتحدث راسموسن قبل اجتماع لوزراء دفاع حلف شمال الأطلسي في بروكسيل وكان يعلق على إعلان الولاياتالمتحدة اعتزامها إنهاء العمليات القتالية في أفغانستان قبل نهاية العام المقبل. واتفق أعضاء حلف شمال الأطلسي في نهاية عام 2010 على تحديد جدول زمني لأفغانستان يتضمن التسليم التدريجي للقيادة الأمنية الكاملة في البلاد بحلول نهاية عام 2014. وقال راسموسن للصحافيين قبل أن يدخل الاجتماع الذي عقد في بروكسيل: «ما زال هذا القرار وخريطة الطريق ساريتين». لكنه اشار الى ان العملية الانتقالية تتضمن تسليم المسؤولية الى آخر منطقة في أفغانستان بحلول منتصف عام 2013. وأضاف: «اعتباراً من هذا التاريخ ستتولى قوات الامن الأفغانية الدور القيادي في أفغانستان ومن هذا التاريخ يتغير دور قواتنا تدريجياً من القتال إلى الدعم. لا جديد في هذا الامر، بالطبع من المهم للغاية أن يتم هذا التغيير في الدور بشكل منسق». وأعلنت فرنسا ايضاً إنها تعتزم تقليص عملياتها في أفغانستان بحلول نهاية عام 2013. بانيتا وقال وزير الدفاع الاميركي ليون بانيتا في تصريحات في الطائرة التي اقلته لحضور اجتماع وزراء دفاع دول «الاطلسي»: «دخلنا معاً وسنخرج معاً». وعقد الاجتماع للاتفاق حول استراتيجية لسحب قوات هذه الدول بشكل منظم من افغانستان بعد انتشارها فيه منذ اكثر من عشر سنوات. واعتبر بانيتا انه من الضروري ان «تحترم» الدول الخمسين المشاركة في قوات الحلف في افغانستان بالاستراتيجية التي تم اعدادها خلال قمة الحلف في لشبونة في تشرين الثاني (نوفمبر) 2010. وتنص الاستراتيجية على ان تنتهي المرحلة الانتقالية التي يتم خلالها نقل المسؤولية الامنية تدريجياً الى القوات الافغانية بحلول 2014. وبدا وكأن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي يخالف تلك الاستراتيجية عندما اعلن في 27 كانون الثاني (يناير) الماضي، «عودة كامل القوات المقاتلة بحلول نهاية 2013» اي قبل عام على الموعد المقرر. توضيح فرنسي وأشار مصدر ديبلوماسي الى ان وزير الدفاع جيرار لونغيه «سعى الى توضيح» الموقف الفرنسي امام نظرائه من دول الحلف والى «طمأنتهم حول ان فرنسا لا تعتزم التخلي عن حلفائها». وباتت مهمة الحلف الاطلسي في افغانستان امام مفترق طرق. وانتقال المسؤولية الامنية مستمر وأصبح يشمل مناطق تضم نصف السكان الافغان. ويفترض ان يتم تطبيق المراحل الثلاث الجديدة التي تشمل المناطق الاخيرة التي ستنتقل فيها المسؤولية الى القوات الافغانية بحلول الاشهر الثلاثة الثانية من العام 2013. واعتبر وزير الدفاع الاميركي ان «العام 2013 بات عاماً حاسماً خصوصاً لأننا سنبدأ فيه المراحل الاخيرة من المرحلة الانتقالية في الاماكن الأكثر صعوبة». وأضاف «يمكننا ان نأمل بان ننتقل من مهام قتالية الى التدريب والمساعدة». وسيقتصر عندها العمل العسكري للحلف الاطلسي بشكل اساسي على دعم القوات الافغانية التي تنفذ العمليات اليومية ضد متمردي حركة «طالبان». وأوضح بانيتا ان «العام 2014 سيكون عام تعزيز الفترة الانتقالية»، مشيراً الى ان الامر لا يتعلق باستراتيجية جديدة بل بتطبيق الاستراتيجية التي تم الاتفاق عليها في لشبونة. وتابع ان «اي قرار لم يتخذ» حول عديد القوات الاميركية التي ستظل منتشرة في افغانستان في العام 2013. ويفترض ان تخفض هذه القوات من 90 الفاً حالياً الى 68 الفاً بحلول نهاية الصيف. وبطبيعة الحال، فإن تقليص مشاركة القوات الاميركية في المعارك سيعطي واشنطن فرصة لخفض عديد قواتها بعد عشر سنوات على الحرب في افغانستان التي تتراجع شعبيتها باستمرار في الولاياتالمتحدة. وأشار بانيتا الى انه يتفهم موقف ساركوزي وأعرب عن «رضاه» على بقاء القوات الفرنسية المكلفة تدريب قوات افغانية لمدة اطول. الا انه أضاف: «آمل ان نتمكن خلال هذا الاجتماع الوزاري من التباحث في قرارهم والتوصل الى سبيل لاعادتهم الى اطار استراتيجية لشبونة». واعتبر مسؤول رفيع المستوى في وزارة الدفاع الاميركية انه لا يوجد ربما «فارق اساسي» بين موقف فرنسا وموقف الحلف الاطلسي.