وافق قادة الحلف الاطلسي امس على استراتيجية للخروج من افغانستان تهدف الى نقل تدريجي للمسؤولية الامنية الى الجيش الافغاني بحلول 2014، على ما اعلن الأمين العام للحلف اندرس فوغ راسموسن. وقال راسموسن خلال مؤتمر صحافي في لشبونة: "لقد اطلقنا العملية التي سيصبح من خلالها الشعب الافغاني سيد وطنه". وأضاف "اتفقنا مع الرئيس الافغاني حميد كرزاي على شراكة طويلة الأمد ستستمر حتى بعد انتهاء مهامنا القتالية".وخلال المرحلة الانتقالية فان القوات الدولية وبدلا من ان تكون في الجبهات الأمامية، ستقوم بتقديم الدعم للجيش الافغاني، على ما أوضح.وقال راسموسن في مؤتمر صحافي "اننا باقون بعد الفترة الانتقالية في دور مساند". واوضح "لنقل ذلك ببساطة، اذا كانت حركة طالبان او غيرها تأمل في رحيلنا فلتنس الامر. سنبقى طالما كان ذلك ضروريا لانهاء العمل". وتم إقرار استراتيجية المرحلة الانتقالية امس من قبل قادة خمسين دولة بينها الدول الاعضاء في الحلف الاطلسي.ومن المقرر ان تبدأ هذه العملية صيف 2011 في أقصى تقدير وتستمر حتى نهاية 2014. الى ذلك توصلت فرنساوالمانيا الجمعة بعد اسابيع من المناقشات الشاقة حول دور الردع النووي والدرع المضادة للصواريخ، الى تسوية ترضي البلدين اذ تراعي مصالحهم الاساسية. وشددت باريس خلال المناقشات على الدور المكمل فحسب للدرع الصاروخية، فيما دعت برلين الى التزام اكبر من جانب الحلف بنزع السلاح النووي.ويوازن الحلف الاطلسي في "مفهومه الاستراتيجي" الجديد الذي اقر الجمعة بين هذين الطرحين.فقد اعلن الحلف تصميمه على "توفير الظروف لقيام عالم خال من الاسلحة النووية"، مؤيدا "الخيار صفر" الذي دعا اليه الرئيس الاميركي باراك اوباما في ابريل 2009 في براغ.غير ان الوثيقة جددت التأكيد على انه "ما دام هناك اسلحة نووية في العالم، فان الحلف سيظل حلفا نوويا".ويشكل الدفاع الصاروخي "احد العناصر المركزية" للدفاع الجماعي بينما اعتبر اللجوء الى السلاح النووي في اول بادرة من هذا النوع "غير مرجح الى حد بعيد".لكن الترسانات الاستراتيجية الاميركية والفرنسية والبريطانية تبقى "الضمانة القصوى" لأمن الدول الحليفة. وكانت فرنسا تسعى أساسا لقطع الطريق امام الطرح الالماني الداعي الى احلال الدفاع الصاروخي تدريجيا محل الردع النووي. واعتبرت الرئاسة الفرنسية بالتالي ان "النص الذي اتفقنا عليه يتحدث عن الدرع الصاروخية التي تعزز الردع النووي". وقال المصدر لوكالة فرانس برس ان "هدفنا هو تعزيز الردع بصفته عنصرا محوريا في دفاعنا الجماعي.. وقد حسمت هذه المسألة ويبقى الردع النووي في قلب استراتيجية الحلف الاطلسي وتأتي الدرع الصاروخية لتعزز الردع". من جهته اعتبر وزير الخارجية الالماني غيدو فسترفيلي الذي كان في طليعة مؤيدي الطرح المضاد للردع النووي، ان في وسع "الالمان الاحساس بالارتياح للموقف الذي أدخلناه" على نص المفهوم الاستراتيجي.وكان فسترفيلي طالب في فبراير ببحث امكانية سحب عشرات القنابل الذرية الاميركية التي لا تزال مخزنة في المانيا وباقي اوروبا. غير ان الحلف الاطلسي وتحت ضغوط اميركية، اقنع برلين بالتخلي عن هذا المطلب في الوقت الحاضر لان الأخذ به سيعني تقديم تنازل من طرف واحد لروسيا بدون مقابل. من جانبها ذكرت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل أن حلف شمال الأطلسي يواجه الآن تحديات متغيرة في السياسة الأمنية بعد عقدين من نهاية الحرب الباردة.وقالت ميركل في رسالتها الأسبوعية المتلفزة عبر الإنترنت امس إنه يتعين على الحلف التسلح ضد الإرهاب. ووصفت ميركل التقارب بين حلف شمال الأطلسي وروسيا بالتاريخي. غير انها حذرت على هامش قمة الحلف الحالية في لشبونة، من المبالغة في التوقعات بشأن التعاون الجديد بين الحلف وروسيا. وقالت ميركل "أعتقد أن التعاون مع روسيا سيكون علامة فارقة.. فعدو عسكري قديم يصبح الآن شريكا بشكل واضح. هذا التحول في التعاون يمكن وصفه بالتاريخي".