دمشق، نيقوسيا -»الحياة»، أ ف ب - قال ناشطون وشهود إن ما لا يقل عن 18 مدنياً قتلوا امس بإطلاق نار من قبل قوات الأمن السورية في ريف دمشق ودرعا ودير الزور، متحدثين أيضاً عن إطلاق قوات الأمن الرصاص على متظاهرين، كانوا يحيطون بمراقبي الجامعة العربية في حمص أمس لحضهم على التوجه إلى حى الخالدية في المدينة الذي يعاني أوضاعاً إنسانية صعبة. في موازاة ذلك خرج الآلاف في تظاهرات احتجاجاً على بيان اللجنة الوزارية العربية المعنية بالأزمة السورية وتقرير المراقبين العرب. وقالت الهيئة العامة للثورة السورية إن سبعة قتلى بينهم طفل سقطوا امس برصاص الأمن والجيش السوريين اللذين اقتحما مدناً وبلدات في ريف دمشق ودرعا ودير الزور. كما تحدث المرصد السوري لحقوق الإنسان عن مقتل مدنيين اثنين برصاص قوات الأمن السورية في حماه (وسط) وقرب دمشق. وقال المرصد إن الدبابات «لا تزال تنتشر في ريف حماة الشمالي على الحواجز بين الحواش وقرية قسطون التي يتواجد فيها 12 دبابة وناقلة جند مدرعة والمطلوب من لجنة المراقبين العرب التوجه إلى المنطقة فوراً من اجل تسجيل هذا الانتهاك لبروتوكول الجامعة العربية». وذكرت الهيئة العامة للثورة السورية أن مدنياً ومجنداً قتلا أمس في زملكا وقدسيا بريف دمشق بينما توفى الطفل محمد عبادة الصابوني (16 سنة) متأثراً بجروح أصيب بها في دوما بريف دمشق. وأضافت أن قتيلين آخرين سقطا في سراقب بإدلب وطيبة الإمام بحماة التي شهدت إطلاق نار قرب ساحة العاصي لمنع متظاهرين من بلوغها. وقال ناشطون إن القوات السورية عزلت بالكامل مدينة الزبداني بريف دمشق قرب الحدود مع لبنان بعدما كانت اقتحمتها أول من أمس عقب انشقاق نحو مئة عسكري. وشنت تلك القوات مداهمات في الزبداني واعتقلت ثلاثين شخصاً بعدما قطعت عنها الاتصالات. وتحدث ناشطون عن سماع دوي انفجار قوي وإطلاق نار في دوما التي تقع أيضاً ضمن محافظة ريف دمشق التي تشهد عمليات اقتحام مماثلة في حرستا ومعضمية الشام والضمير ومضايا، وسط إطلاق نار وانفجارات وفقاً للجان التنسيق المحلية. وفي محافظة درعا، وصلت تعزيزات عسكرية إلى بلدة بصر الحرير التي قال ناشطون إنها شهدت فجر أمس واحدة من أعنف المواجهات بين القوات النظامية والجيش السوري الحر. وأشارت لجان التنسيق المحلية إلى عمليات اقتحام متزامنة تستهدف مناطق في درعا بينها بلدة الصنمين، بينما وقع إطلاق نار في بلدة الحراك القريبة. وفي سياق العمليات العسكرية والأمنية المستمرة حتى في ظل انتشار المراقبين العرب، تعرضت أحياء في حمص بينها كرم الزيتون وباب الدريب وجورة الشياح لقصف وإطلاق نار وفق لجان التنسيق التي تحدثت أيضاً عن إطلاق نار في الرقة واعتقالات في اللاذقية. وكانت القوات السورية قد اقتحمت أمس مجدداً دير الزور في شرق سوريا مستخدمة الدبابات وناقلات الجند واقتحمت في الوقت نفسه تقريباً بلدة دركوش بإدلب. إلى ذلك تظاهر أمس آلاف السوريين في محافظات عدة، منددين ببيان الجامعة العربية وتقرير المراقبين في سورية. وبث ناشطون صوراً لتظاهرة في بلدة كرناز في حماة وأخرى في بلدة خطاب بالمحافظة ذاتها. كما بثوا صوراً لتظاهرات طالبية في بعض بلدات ريف دمشق، في حين نظمت تظاهرات في مناطق بإدلب بينها كفر روما، وفي بلدات بدير الزور ودرعا، وفي الحسكة. ووجهت الهيئة العامة للثورة السورية التي تنظم التظاهرات على الأرض، نداء إلى الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي وإلى الوزراء العرب «نعت» فيه مبادرة الجامعة العربية لحل الأزمة في سورية ودعت إلى إحالة الملف السوري إلى مجلس الأمن. وجاء في هذا النداء «إننا في الهيئة العامة للثورة السورية إذ لم نلاحظ انخفاضاً في أعداد شهدائنا ولا في مستوى عنف النظام منذ زيارة لجنتكم لسورية فإننا ننعى لكم و للعالم أجمع مبادرة الجامعة العربية بعدما عجزت لجنتها عن وضع الأمور في نصابها وتسميتها بمسمياتها الحقيقية». وأضاف النداء «نذكركم بأن أي مبادرة تدعو للحوار مع نظام الإجرام والإرهاب القابع على صدور الشعب السوري والموغل في دمائه ولا تتضمن الاعتراف الصريح بعدم شرعيته وسقوطه هي مبادرة لا تحقق مطالب الشعب السوري ولا تنصفه». واعتبر مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن أن «وجود المراقبين بالشكل والطريقة الموجودين فيها حالياً هو خدمة للنظام السوري».