في ظل معارضة الرئيس الأفغاني حميد كارزاي افراج واشنطن عن عدد من قادة حركة «طالبان» المعتقلين في سجن قاعدة غوانتانامو العسكرية في كوبا ونقلهم إلى العاصمة القطرية الدوحة بدلاً من تسليمهم إلى حكومته، دعت قيادة الحركة أسر السجناء المقرر الإفراج عنهم الى التوجه إلى العاصمة القطرية الدوحة. وانتقلت بعض عائلات الأسرى فعلياً إلى قطر، كما بدأت تتوافد إلى العاصمة القطرية عائلات بعض قادة «طالبان» تمهيداً للسماح لها بالاقامة بعد الاتفاق على فتح مكتب للحركة في الدوحة يشكل مركزاً لنشاطها السياسي واتصالاتها بالخارج، وهو ما تسعى إليه واشنطن من اجل ابعاد «طالبان» عن تأثير باكستانوإيران. وترددت أنباء في العاصمة الأفغانية عن تواجد عدد من قادة «طالبان» في إيران، وزيارة الملا محمد طيب أغا العاصمة طهران ومدينة مشهد المحاذية للحدود مع ولاية هيرات غرب أفغانستان. لكن الملا عبد الغني، عضو اللجنة الإعلامية في «طالبان»، نفى أن الحركة فتحت مكتباً لها في ايران حتى الآن. ورحبت المعارضة الأفغانية بزعامة الدكتور عبدالله عبدالله، المنافس الأبرز للرئيس كارزاي بالحوار بين «طالبان» وكابول، وصفقة الإفراج عن أسرى الحركة في غوانتانامو، لكنه حذر من حمل الصفقة «مؤامرة جديدة» تقضي بالتعامل مع «طالبان»، وإتاحة الفرصة أمامها للسيطرة على افغانستان وانشاء حكومة جديدة لها، فيما أعلنت جهات بشتونية أخرى في مدينة جلال أباد معارضتها لأي صفقة تجري مع «طالبان» حالياً، ورفض أي نوع من المفاوضات معها. ويتوقع نقل سجناء «طالبان» من غوانتانامو إلى الدوحة خلال ايام. وتضم لائحة السجناء الملا محمد فاضل المتهم بتصفية شيعة وقتل 11 إيرانياً في قنصلية بلادهم في مزار شريف عام 1998 قيل أنهم ديبلوماسيون ايرانيون، فيما زعمت «طالبان» انهم من خبراء «الحرس الثوري الإيراني»، وكذلك الملا نور الله نوري، نائب مدير استخبارات «طالبان»، وخير الله خير خوا وزير داخلية «طالبان» السابق. في غضون ذلك، لا يزال وفد من «الحزب الإسلامي» الذي يتزعمه قلب الدين حكمتيار يتفاوض مع الحكومة الأفغانية وشخصيات سياسية مهمة اخرى، في محاولة للإفادة من أجواء المفاوضات الحالية، وعدم البقاء خارج أروقتها. ميدانياً، قتل 4 جنود أفغان على الأقل وجرح آخر بانفجار قنبلة في هيرات، فيما قتل جنديان وجرح آخر خلال مشاجرة حصلت في منطقة غور (غرب). وأعلنت وزارتا الدفاع والداخلية اعتقال 26 متمرداً خلال عمليات مشتركة مع قوات الحلف الأطلسي في انحاء مختلفة من البلاد خلال الساعات ال 24 الأخيرة.