إسلام آباد، كابول، واشنطن – رويترز، يو بي آي - يتوجه رئيس الوزراء الباكستاني يوسف رضا جيلاني الى الدوحة غداً الإثنين، لإجراء محادثات مع المسؤولون القطريين في شأن عملية المصالحة الأفغانية، وإعلان حركة «طالبان» الشهر الماضي انها ستفتح مكتباً سياسياً في قطر، ما يشير الى استعدادها للدخول في مفاوضات يرجح ان تمنحها مناصب حكومية او السيطرة الإدارية على معظم معاقلها التاريخية في جنوبافغانستان. وقال مسؤول حكومي باكستاني رفض كشف اسمه، إن «قضية افغانستان ستُناقش على رغم انها ليست على جدول الأعمال تحديداً، وستعرض القيادة القطرية الجهود المبذولة على صعيد عملية السلام ومكتب طالبان». وتُعتبر باكستان مهمة جداً للجهود التي تبذلها الولاياتالمتحدة لتحقيق الاستقرار في افغانستان، ويعتقد بأن نفوذها كبير على الجماعات المتشددة التي تقاتل لإطاحة حكومة الرئيس حميد كارزاي. وتوترت العلاقات بين إسلام آباد وكابول في الشهور القليلة الماضية، لكن وزيرة خارجية باكستان هنا رباني خار، التي سترافق جيلاني الى قطر، قالت بعد زيارتها كابول هذا الاسبوع إن «حجم التوتر تراجع بين البلدين المجاورين». وأشارت الى ان بلادها لا تضطلع بدور كبير في عملية السلام الوليدة في افغانستان، لكنها ستحض جماعات متشددة مثل «شبكة حقاني» أو حركة «طالبان» على إلقاء السلاح اذا طلبت منها كابول هذا الأمر. في غضون ذلك، نقلت صحيفة «نيويورك تايمز» عن مسؤولين أميركيين حاليين وسابقين قولهم إن «الرئيس باراك أوباما تسلم العام الماضي رسالة مفترضة من زعيم طالبان الملا محمد عمر طالب فيها الولاياتالمتحدة بتسليم خمسة سجناء كبار للحركة محتجزين في قاعدة غوانتانامو العسكرية في كوبا»، في اطار عملية لنقلهم تشكل محوراً رئيساً في مساعي ادارة اوباما للتوسط من اجل إرساء السلام في افغانستان. وأشار هؤلاء الى ان الرسالة غير العادية أثارت نقاشاً داخل الإدارة حول احتمال صدورها فعلياً من زعيم «طالبان» الذي يعتقد بأنه يدير الحركة من مخبئه في باكستان، وعن فحواها بالنسبة الى الجهود الأميركية التي تهدف الى إنهاء أطول حرب تخوضها الولاياتالمتحدة من طريق المفاوضات. وقال مسؤول في الادارة الأميركية طلب عدم كشف اسمه: «تسلمنا مجموعة رسائل قدمت الينا على أنها من اعضاء كبار من طالبان، لكننا لا نستطيع ان نثق بالرسالة التي قيل انها من الملا عمر، والتي تضمنت عبارات أشارت الى فقدان صبر الحركة من عدم نقل البيت الابيض السجناء الخمسة». يذكر ان الادارة الأميركية تبحث في نقل المعتقلين إلى حراسة افغانية في قطر باعتباره احد خيارات دعم الثقة تمهيداً لإجراء محادثات في شأن مستقبل افغانستان بين المسلحين وحكومة كارزاي. لكنها تواجه رفض اعضاء في الكونغرس الإفراج عن سجناء من الحركة، ما حوّل القضية إلى إحدى المسائل الساخنة في الحملة الانتخابية الرئاسية، في ظل تشديد ميت رومني المرشح الجمهوري المحتمل لأوباما على رفض التحاور مع الأعداء. الضحايا الأفغان على صعيد آخر، افاد تقرير اصدرته بعثة الاممالمتحدة في كابول بأن 2332 مدنياً قتلوا خلال العام الماضي في افغانستان، «أي بزيادة نسبتها 14 في المئة عن 2010 اكدت استمرار ارتفاع عدد الضحايا للعام الخامس على التوالي، وبلوغه حوالى 12 الف مدني منذ عام 2007». وأوضحت البعثة ان غالبية القتلى سقطوا بانفجار قنابل زرعت على طرق وهجمات انتحارية استهدفت مدنيين، مؤكدة تزايد عمليات المتشددين الى 495. واعتبرت ان «أساليب اختيار العناصر المناهضة للحكومة عرّضت المدنيين الأفغان للموت والإصابة، والعبوات الناسفة البدائية الصنع قتلت اكبر عدد من الاطفال والنساء والرجال». وأحصت البعثة قتل القوات الحكومية والاجنبية التي تواجه المتشددين 410 مدنيين، بانخفاض نسبته 4 في المئة عن 2010، علماً ان الغارات الجوية للحلف مثلت وسيلة قتل العدد الاكبر من المدنيين وعددهم 187، لكن بانخفاض نسبته 22 في المئة عن 2010. ويرجح ان يجدد التقرير التوتر بين الحكومة الافغانية وداعميها الغربيين، علماً ان سقوط ضحايا من المدنيين يضعف التأييد للحرب في افغانستانوالولاياتالمتحدة، ويشكل عامل توتر كبير بين الرئيس كارزاي وقوات الحلف الأطلسي (ناتو) العاملة في بلاده.