إسلام آباد، كابول - «الحياة»، رويترز - بدأت في جزر المالديف أمس، جولة ثانية من المحادثات بين شخصيات مقربة من الحكومة الأفغانية وأخرى محسوبة على المعارضة، بهدف التوصل إلى مشروع مصالحة وطنية يعرض على اجتماع للمجلس الأعلى للقبائل (لوياجيرغا) دعت إليه كابول آخر الشهر الجاري. وغلب على المشاركة في المحادثات التي تستمر بضعة أيام في المالديف، الطابع القبلي، في ظل تردد الحكومة وحركة «طالبان» في تأكيد مشاركتها في اللقاءات أو تبني القرارات الصادرة عنها، فيما تأكد حضور «الحزب الإسلامي» بزعامة قلب الدين حكمتيار المحادثات ممثلاً بصهره همايون جرير. وأكدت حكومة المالديف استضافتها المحادثات في فندق فخم وسط العاصمة حيث أجريت جولة أولى من المحادثات مطلع هذه السنة. وخيم تكتم على أسماء المشاركين الآخرين في اللقاءات، لكن تردد أن بينهم مسؤولين سابقين في «طالبان». وقال الناطق باسم حكومة المالديف محمد زهير إن بلاده لا تمانع في دخول ممثلين للحركة أراضيها، طالما أن أسماءهم غير واردة في اللائحة السوداء التي وضعتها الأممالمتحدة للممنوعين من السفر. وأكد زهير أن بلاده تدعم الجهود لإيجاد حل للنزاع في أفغانستان، باعتبار أن الاستقرار فيها يؤثر في السلام والأمن الإقليميين. وعلى رغم امتناع كابول عن تأكيد مشاركتها في اجتماعات المالديف، فإن المعلومات تفيد أن المحادثات تشكل محاولة لجس نبض بعض الشخصيات البشتونية في ما يتعلق باقتراحات يعتزم الرئيس حميد كارزاي طرحها على القبائل البشتونية، وتتركز على رفع أسماء بعض قادة «طالبان» من اللوائح السود للأمم المتحدة، ومنح هؤلاء لجوءاً في دول أخرى، في مقابل ابتعادهم عن سياسة زعيم الحركة الملا محمد عمر المتشددة حيال ضرورة انسحاب القوات الأجنبية من أفغانستان قبل البحث في اتفاق سلام مع الحكومة. ونقلت وكالة أنباء «رويترز» عن النائب الأفغاني أرسالا رحماني أن صهر حكمتيار سيرأس وفد الحزب إلى المالديف، علماً أن أرسالا سبق أن لعب دور وساطة بين الحكومة الأفغانية ومتمردين. وقال ناطق باسم الحكومة الأفغانية إن المحادثات لن تشهد مشاركة أي من المسؤولين، غير أن مصادر مطلعة أشارت إلى أن كارزاي يسعى من خلال لقاءات من هذا النوع إلى وضع مشاريع مبادرات لطرحها على أشخاص محددين في «طالبان»، يرجح أن يكونوا أصحاب نفوذ قبلي تحالفوا مع الحركة جنوب البلاد وليسوا من كوادرها الأصلية. وأفادت أوساط كارزاي أن منح بعض معارضيه لجوءاً في دولة إسلامية أخرى، يمكنهم من إجراء محادثات مع الحكومة الأفغانية حول صيغة مشاركتهم في السلطة مستقبلاً. ويعتقد أن كارزاي أطلع الرئيس الأميركي باراك اوباما خلال زيارته واشنطن أخيراً على نيته التواصل مع عدد من عناصر «طالبان». وأشار كارزاي في حينه إلى أن الغرب بدأ يدرك الحاجة إلى هكذا تواصل.