أعلن دين محمد، عضو المكتب السياسي في حركة «طالبان» الأفغانية استعداد الحركة لاستئناف محادثات السلام المعلقة منذ آذار (مارس) الماضي شرط ان تحترم واشنطن التزامها اطلاق اعضاء الحركة المعتقلين في قاعدة غوانتانامو العسكرية الأميركية في كوبا. ونقلت وكالة انباء «كيودو» اليابانية للأنباء وتلفزيون «ان اتش كي» الياباني الرسمي عن دين محمد قوله على هامش مؤتمر دولي حول احلال السلام نظمته جامعة دوشيشا في كيوتو (جنوب)، إن «المشكلة ليست منا بل منهم». وتشن «طالبان» التي اطاحت قوات التحالف الدولي بقيادة الولاياتالمتحدة نظامها في نهاية 2001، تمرداً مسلحاً منذ عشر سنوات ضد القوات الغربية والأفغانية. وفي مطلع كانون الثاني (يناير)، اعلنت الحركة عزمها فتح مكتب في قطر لاجراء اتصالات مع الولاياتالمتحدة. وأطلقت مشاورات اولية بين المتمردين والادارة الأميركية لتحديد اطار محادثات السلام المستقبلية، لكن «طالبان» علقتها من جانب واحد، معترضة على «مماطلة الأميركيين» حول اطلاق معتقليها. وتشترط الولاياتالمتحدة من جهتها تسليم «طالبان» اسلحتها وقطع علاقاتها مع تنظيم «القاعدة» واحترامها الدستور الأفغاني. وأبلغت مصادر أفغانية «الحياة» بأن حكومة الرئيس حميد كارزاي أجرت في الأيام الأخيرة جولتَي محادثات مع أطراف مختلفة من المعارضة الأفغانية في باريس وكيوتو. وأوضحت المصادر أن الجولة الأولى عقدت في باريس، وضمت إلى جانب وفد مجلس المصالحة الوطنية الأفغاني كلاً من محمد يونس قانوني رئيس الجبهة الوطنية الأفغانية التي تمثل «تحالف الشمال» السابق، والدكتور محمد محقق زعيم الأقلية الشيعية في أفغانستان وهو عضو في الجبهة ذاتها. كما حضر الدكتور غيرت بهير، ممثل «الحزب الإسلامي» بزعامة قلب الدين حكمتيار، ومحمد إسماعيل قاسميار مسؤول العلاقات الخارجية في المجلس الوطني للمصالحة الأفغانية. وتركز الحوار على عدم منح «طالبان» نصيب الأسد في أي حكومة مقبلة في أفغانستان، بعد انسحاب القوات الأجنبية القتالية منها نهاية عام 2014. وشدد قانوني ومحقق على ضرورة بقاء القوات الأجنبية وممارستها مهمات أمنية، وتعهد الدول المجاورة خصوصاً باكستان عدم دعم «طالبان» أو التدخل في الشؤون الداخلية الأفغانية. وأعقب جولة مفاوضات باريس اجتماع بين مجلس المصالحة الوطنية الأفغانية ومقربين من الحركة، وحضره نائب رئيس مجلس المصالحة معصوم ستانكزي، وممثل «الحزب الإسلامي» غيرت بهير، والملا عبدالسلام ضعيف سفير طالبان السابق في إسلام آباد وقاري دين محمد وزير التخطيط السابق في حكومة «طالبان». ونفى الملا ضعيف وقاري دين محمد تمثيلهما «طالبان»، معلنين استعدادهما لنقل وجهة نظر الحكومة وتفاصيلها إلى قيادة الحركة. على صعيد آخر، توجه قائد القوات الأجنبية في افغانستان الجنرال الأميركي جون ألن الى باكستان، للقاء قائد الجيش الباكستاني الجنرال اشفق كياني ومحاولة ايجاد اتفاق حول اعادة فتح طرق امداد الحلف الأطلسي (ناتو). وتمنع باكستان مرور القوافل البرية التابعة للحلف عبر اراضيها، احتجاجاً على مقتل 24 من جنودها من طريق الخطأ في غارة جوية اميركية استهدفت مركزهم على الحدود مع افغانستان في تشرين الثاني (نوفمبر) 2011. وارغم اقفال الطرقات الحلفاء على استعمال مزيد من طائرات الشحن والمرور براً عبر روسيا وجمهوريات سوفياتية سابقة، ما يزيد كلفة الشحن. ميدانياً، قتل عشرة شرطيين افغان على الاقل خلال الساعات ال 24 الماضية، بينهم 4 في منطقة قلعة موسى بولاية قندهار (جنوب) لدى محاولتهم تفكيك قنبلة زرعت الى جانب طريق. وسقط شرطيان آخران في انفجار قنبلة بولاية قندوز (شمال)، واربعة في ولاية هيرات (غرب) وقعوا ضحية مكمن نصبه مسلحون خلال تنفيذهم دورية. واعلنت «طالبان» مسؤوليتها عن الهجمات القاتلة في هيرات وقندوز، علماً انها كثفت اخيراً هجماتها على القوات الحكومية التي تستعد لتولي مسؤولية الأمن في البلاد بعد انسحاب قوات الحلف الاطلسي البالغ عددها 130 الف جندي بحلول نهاية 2014.