كابول – يو بي آي، أ ف ب - أكدت مصادر في حركة «طالبان» وصول ثلاثة من معتقليها في قاعدة غوانتانامو العسكرية الأميركية في كوبا إلى العاصمة القطرية الدوحة بعد الإفراج عنهم على أمل أن تطلق الحركة الجندي الأميركي روبرت بيرغان الأسير لديها منذ سنة ونصف السنة تقريباً. ونقلت صحيفة «أمت» الباكستانية المقربة من «طالبان» عن مسؤول في الحركة قوله إن «الملا محمد فاضل رئيس أركان طالبان قبل اعتداءات 11 أيلول (سبتمبر) 2001، والملا نورالله نوري النائب السابق لمدير استخبارات طالبان، والملا خيرالله خير خوا الوزير السابق لداخلية الحركة أطلقوا من غوانتانامو، ووصلوا قطر بعد يومين على قدوم عائلاتهم إليها من أفغانستان. لكن الصحيفة أكدت على لسان ناطق باسم «طالبان» أن الإفراج عن الجندي الأميركي الأسير لن يحصل قبل وصول هؤلاء القادة إلى أفغانستان، وهو ما يثير الكثير من الغموض حول الصفقة وأسباب انتقال عائلات المفرج عنهم إلى الدوحة، خصوصاً أن الرئيس الأفغاني حميد كارزاي يطالب بتسليم الأسرى إلى حكومته بدلاً من بقائهم في قطر أو إرسالهم إلى بلاده بطريقة غير قانونية، ما سيجعل المفرج عنهم أبطالاً يعودون إلى خنادق القتال في أفغانستان، بدلاً من أن يكونوا حمامة سلام تعمل على تقريب وجهات نظر الأطراف الداخلية المتصارعة. وتفيد تصريحات أدلى بها الناطق باسم «طالبان» ذبيح الله مجاهد بأن «اتفاق تبادل الأسرى مع الأميركيين جزء من الاتفاق على فتح مكتب للحركة في الدوحة، والذي يقضي أيضاً بوصول قادة «طالبان» المفرج عنهم إلى مكان محدد في أفغانستان، ثم الإفراج عن الجندي الأميركي الأسير. وعزت مصادر في كابول ذهاب القادة المفرج عنهم إلى الدوحة، على رغم معارضة كارزاي، إلى اتفاق بين «طالبان» والإدارة الأميركية على تولي القادة الثلاثة الإشراف على المكتب الإعلامي والسياسي للحركة في قطر، ما يجعلهم محور الاتصالات بين قيادة الحركة وواشنطن في المستقبل. وزاد ذلك المخاوف في كابول من قرب توصل الأميركيين و «طالبان» إلى اتفاق ينهي الحرب الدائرة في أفغانستان من خلال العمل على استبدال حكومة كارزاي بشخصيات أخرى تكون أكثر قبولاً من الرئيس نفسه والذي ارتبط اسمه بالغزو الأميركي لأفغانستان. ومن الشخصيات المطروحة لقيادة المرحلة الانتقالية في أفغانستان كل من أشرف غني أحمد زي وزير المال السابق في حكومة كارزاي والمقرب من البنك الدولي والإدارة الأميركية، وعلي جلالي وزير الداخلية السابق في حكومة كارزاي والمدعوم من جمهوريي الكونغرس الأميركي، ويرتبط بعلاقة قوية مع السفير الأميركي السابق في كابول زلماي خليل زاد. وكشف مسؤول في مجلس المصالحة والسلام الأفغانية احتمال منح «طالبان» الحكم في الأقاليم الجنوبية والشرقية من أفغانستان في إطار يلحظ إعادة رسم الخريطة الإدارية لأفغانستان من أجل منح طالبان مسؤولية أكبر في مناطق البشتون. لكن هذا الأمر لم يؤكده أي طرف حتى الآن. وعلمت «الحياة» أن وفداً من الجبهة الوطنية الأفغانية المناهضة لكارزاي والمؤلفة من الهزارة الشيعة بقيادة محمد محقق والجنرال عبدالرشيد دستم وجزء من تحالف الشمال السابق بقيادة أحمد ولي مسعود، شقيق الزعيم الراحل أحمد شاه مسعود، توجه إلى أوروبا في طريقه إلى الولاياتالمتحدة لبحث إمكان إنشاء فيديرالية في أفغانستان، ومناقشة مرحلة ما بعد كارزاي وانسحاب قوات الحلف الأطلسي (ناتو) من الأراضي الأفغانية بعد نحو ثلاثة أعوام. قتلى في الشمال والغرب ميدانياً، قتل 11 عنصراً من «طالبان» بينهم قائدان وحارسا أمن لقوات الحلف الأطلسي في غارة جوية واشتباك شمال أفغانستان وغربها. وسقط 4 من عناصر «طالبان» بينهم القائدان، في غارة للقوات الأجنبية بمحافظة كوش تيبا في ولاية زاوجان (شمال). وأوضح مسؤول في الاستخبارات أن أحد القائدين القتيلين هو الملا قادر الذي يتلقى أوامر مباشرة من وكالة الاستخبارات الباكستانية لتنفيذ نشاطات «تخريبية». وفي ولاية فرح (غرب)، قتل 7 من «طالبان» وحارسا أمن في اشتباك، فيما كان ال «ناتو» أعلن سقوط جندي في صفوفه برصاص أطلقه جندي أفغاني جنوبأفغانستان أول من أمس. وأشارت وسائل إعلام أميركية إلى أن الجندي القتيل أميركي، فيما أفادت قناة «طلوع» الأفغانية بأن 3 جنود أفغان هاجموا قوات أجنبية خلال دورة تدريبية في الجنوب حيث أردي الجندي الذي رفع إلى عشرة عدد قتلى قوات ال «ناتو» في أفغانستان هذه السنة. وفي 24 كانون الأول (ديسمبر) 2011، قتل جندي أفغاني خلال تبادل للنار مع عسكريين أميركيين إثر شجار في فرح أيضاً. وبعد خمسة أيام أردى جندي أفغاني آخر جنديين فرنسيين، قبل أن يقتل وذلك في هجوم تبنّته «طالبان»، ما أثار مخاوف من تزايد اختراقها القوات الحكومية.