باتضاح الصورة النهائية لنتائج الجولة الثانية للانتخابات المصرية تأكد اتجاه التيار الإسلامي، بتياريه «الإخواني» والسلفي، إلى التحكم في مفاصل أول برلمان بعد الثورة، فيما فرضت النتائج التي من المفترض أن تكون أعلنت مساء أمس، والتي اكتسحها حزبا «الحرية والعدالة» الذراع السياسية ل»الإخوان المسلمين»، و»النور» السلفي، صداماً إسلامياً - إسلامياً في غالبية المقاعد الفردي، والتي ستحتكم إلى جولة إعادة، فيما سيقف التيار الليبرالي في موقف المتفرج في هذه الجولة التي ستنطلق الأربعاء المقبل. ويأتي ذلك فيما انتقل الصراع الانتخابي إلى ساحات القضاء، بعدما رفع مرشحون دعاوى قضائية تطالب بإعادة الانتخابات في دوائر بذريعة حصول تجاوزات فيها. وأظهرت النتائج الأوَّلية للمرحلة الثانية، والتي كانت أجريت الأربعاء والخميس الماضيين، استمرار اعتلاء حزب «الحرية والعدالة» للصدارة، إذ حصل على 39 في المئة من المقاعد التي يتنافس عليها في هذه المرحلة بنظام القائمة (120 مقعداً)، فيما حجز حزب «النور» السلفي لنفسه المركز الثاني بقوة، بل اعتلى الصدارة في محافظات أبرزها السويس حيث حصل على 34 في المئة من المقاعد. فيما تمكن حزب «الوفد» من انتزاع المركز الثالث بعد صراع مع تحالف «الكتلة المصرية» الذي اعلن فوزه بثمانية مقاعد فقط. أما على صعيد المقاعد الفردية ( 60 مقعداً) فعلى ما يظهر من النتائج الأولية أن غالبية تلك المقاعد ستحتكم إلى جولة الإعادة المقررة الأربعاء والخميس المقبلين. ويعتقد بأن 30 مقعداً ستشهد منافسة قوية بين «الحرية والعدالة» و»النور» السلفي، فيما قد تشهد دوائر اخرى تحالفاً إسلامياً – إسلامياً. وإذ رفض الناطق باسم «النور» يسري حماد «استباق الأحداث»، مشيراً إلى أن حزبه ينتظر النتائج النهائية وفرز الأسماء التي ستخوض جولة الإعادة، «لنرى من سنقف خلفه في الدوائر التي لا ننافس عليها»، لكنه اكد ان «ميولنا أولاً مع الحرية والعدالة». وكان الاخير أعلن أنه سينافس في جولة الإعادة على 40 مقعداً، فيما أعلن «النور» أنه ينافس على 35 مقعداً. وكما ستشهد الإعادة صداماً جديداً بين الإسلاميين والليبراليين، إذ قالت «الكتلة المصرية» أنها ستنافس على خمسة مقاعد ضد مرشحين إسلاميين. وشكا «الحرية والعدالة» من أن عمليات الفرز والرصد خلال المرحلة الثانية في عدد من الدوائر شهدت تغيرات واضحة في أرقام القوائم، مشيرا إلى أنه رصد هذه التغيرات بشكل واضح في نتائج الإسماعيلية قبل تعديلها، وكذلك نتائج الشرقية والبحيرة والجيزة، وهو ما اعتبره «مؤشراً واضحاً على وجود تدخلات في إعلان النتائج النهائية». لكنه أكد «احترامه الكامل للهيئة القضائية والدور الذي تلعبه في إدارة العملية الانتخابية». من جانبه، اعتبر زعيم حزب «الوفد» السيد البدوي أن المصريين «يقفون في نقطة المنتصف من العملية الانتخابية»، ورأى «أننا على أعتاب حقبة جديدة في تاريخ البلاد الذي لا يجب أن نخذله». وندد، في مؤتمر جماهيري في محافظة سوهاج (جنوبالقاهرة)، بما اعتبره «متاجرة بكلمات الله للوصول إلى البرلمان، ولن نمارس ما اكتوينا منه وبه من ممارسات الحزب الوطني الساقط الذي حكم كثيراً، وظننا أنه لا مهرب منه».