شهدت جولة الإعادة في الانتخابات البرلمانية المصرية في مرحلتها الأولى أمس، إقبالا ضعيفًا في الساعات الأولى من الصباح وحتى الظهر، الأمر الذي فسره المشرفون من اللجان القضائية باقتصار الإعادة على المقاعد الفردية، كما لم تشهد الدوائر أي أحداث عنف، عدا اعتداء بلطجية على سيارة أحد القضاة بشرق القاهرة والاستيلاء على أوراق الاقتراع. واستغل مرشحو الرئاسة جولة الاعادة للترويج لأنفسهم بشكل غير مباشر. وأدلى الفريق أحمد شفيق المرشح المحتمل للرئاسة بصوته في احدى دوائر شرق القاهرة، وقال ل «المدينة» إن المشهد السياسي في مصر بعد الانتخابات وعلى ضوء نتائج المرحلة الاولى كان متوقعًا، وأبدى قلقه قائلًا: إن القلق من التغيير، وعن التغير نفسه. وأضاف أن المشهد لم يكتمل بعد وعلينا أن ننتظر ونحترم ارادة الناخب مهما كانت النتائج. وكانت انتخابات الاعادة على المقاعد الفردية، أجريت أمس بين 52 مرشحًا في 27 دائرة على مستوى مصر، حيث يتنافس 52 مرشحا معظمهم ينتمون لحزب الحرية والعدالة (الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين) وحزب النور السلفي، ويتوقع أن يحصد التيار الإسلامي معظم مقاعد جولة الإعادة. وشهدت جولة الإعادة أمس بالدائرة السابعة التي تضم الجمالية ومنشأة ناصر وباب الشعرية والضاهر والدرب الأحمر، مشهدين مختلفين عن الجولة الأولى، وهما غياب الناخبين رجالا ونساء بشكل ملحوظ، وغياب الدعاية الانتخابية سواء الصوتية أو المطبوعة، كما شهدت الدائرة، وجود 3 تيارات مختلفة كانت تمثل تواجدًا مكثفًا وكبيرًا في المرحلة الأولى وهما الإخوان المسلمين، والسلفيين، والحزب الوطني المنحل، حيث يتنافس في جولة الإعادة كل من محمد حيدر بغدادي نائب الوطني السابق وخالد محمد علي ممثل حزب الحرية والعدالة على مقعد الفئات، فيما يتنافس كل من محمد أحمد صابر ممثل حزب النور وناصر إبراهيم عثمان ممثل حزب الحرية والعدالة على مقعد العمال. وفي دائرة السلام (شرق القاهرة)، قام بلطجية أمس، بتحطيم زجاج سيارة المستشار رئيس لجنتي الفرز وسرقة أوراق الإعادة بتلك الدائرة الخاصة باللجنة، وتم تحرير محضر بتلك الواقعة، وأمر المستشار عبد المعز إبراهيم رئيس اللجنة العليا للانتخابات، على الفور بإعداد أوراق انتخابية بديلة لتلك الأوراق وتسليمها للجنة فورا، وبدأت لاحقا عمليات الاقتراع بتلك اللجنة وشهدت محافظة بورسعيد (150 كم شمال القاهرة)، تراجعًا في إقبال الناخبين علي اللجان الانتخابية على عكس الجولة الأولى، بينما شهدت محافظة الفيوم (200 غرب القاهرة)، دعاية مكثفة من قبل حزب الحرية والعدالة وحزب النور السلفي، وشهدت معظم المحافظات التسع التي جرت فيها انتخابات الإعادة إقبالا ضعيفا، وفسر البعض هذا التراجع بان الانتخابات تجرى على المقاعد الفردية وقلت حدة الدعاية الانتخابية أمام معظم اللجان نتيجة الشكوى المستمرة في المرحلة الأولى. وشهدت محافظة الأقصر (900 كم جنوبالقاهرة)، معركة بالأسلحة الآلية بين عائلتي التراكي والهلالي، تسببت في إغلاق 6 لجان أمام الناخبين، وتبين أن ما حدث كان بسبب ثأر بين العائلتين، وتمكنت قوات الأمن بمساعدة القوات المسلحة من السيطرة على الموقف وعادت الحركة داخل اللجان إلى طبيعتها وسط هدوء تام. كما شهدت محافظة الإسكندرية (300 كم شمال القاهرة) إقبالا ضعيفًا من الناخبين على معظم المقار الانتخابية حيث اختفت الطوابير الطويلة، كما قلت أعداد السيدات الناخبات خلافا لما كان في المرحلة الأولى، ولم يشهد اليوم الأول أي صدامات أو حوادث على غير المتوقع، حيث ساد الهدوء والنظام اللجان الانتخابية، ولم تشهد اللجان تأخرًا في فتح الأبواب على خلاف ما جرى بالمرحلة الأولى ويتوقع أن تتزايد أعداد الناخبين في فترتي الظهيرة والمساء، وقد قامت القوات المسلحة وأفراد الشرطة العسكرية بتأمين جميع المقار الانتخابية بمساعدة اللجان الشعبية بتأمين اللجان الانتخابية وقد سيطرت التيارات الإسلامية سيطرة كبيرة على معظم الدوائر التي حدثت بها جولات الإعادة.