أضرم مستوطنون فجر أمس النار في مدخل مسجد علي بن ابي طالب في قرية بروقين في محافظة سلفيت شمال الضفة الغربية، وفي عدد من السيارات المتوقفة على مقربة منه. وقال رئيس المجلس المحلي في القرية ان المستوطنين حاولوا اقتحام المسجد وحرقه من الداخل، لكن عندما لم يتمكنوا من ذلك أضرموا النار في مدخله، وفي عدد من السيارات المتوقفه في محيطه. وهذا المسجد الرابع الذي يقوم المستوطنون بحرقه شمال الضفة، خصوصاً في مناطق شرق نابلس وجنوبها، إذ أضرموا النار قبله في مساجد قرى اللبن وحوارة وقصرة. وقالت مصادر أمنية فلسطينية ل «الحياة» إن مجموعات من المستوطنين تتمركز في مستوطنات «إيتمار» و«يتسهار» و«شيلو» و«عيليه» المقامة على اراضي مناطق نابلس وسلفيت، تعمل على إذكاء حرب دينية مع الفلسطينيين. وأضافت ان شكاوى قُدمت الى الجانب الإسرائيلي في شأن تلك المجموعات وممارستها، إلا ان السلطات الاسرائيلية لم تتخذ اي إجراءات جدية رادعه ضدهم، عازية ذلك الى النفوذ القوي للمستوطنين في الاجهزة الاسرائيلية، خصوصاً الاجهزة الامنية والسياسية. وأوضحت المصادر: «شن المستوطنون في الأشهر الأخيرة سلسلة اعتداءات على ممتلكات المواطنين في تلك المنطقة في محاولة لاستدراج الفلسطينيين الى مواجهة مسلحة مع الجيش الاسرائيلي، وعندما لم تفلح تلك المحاولات ذهبوا الى المنطقة الحساسة، وهي المنطقة الدينية، فأخذوا يعتدون على المساجد الواحد تلو الآخر لاستفزاز الفلسطينيين وجرّهم الى مواجهة يتفوق فيها جيش الاحتلال». ووصف مفتى القدس والديار الفلسطينية الشيخ محمد حسين الاعتداء على المسجد بأنه «أحد مظاهر حملة استيطانية منظمة مدعومة من الحكومة الإسرائيلية اليمينية المتطرفة تستهدف شعبنا ومقدساته وأرضه». وقال: «هذه الاعتداءات تكشف الوجه الحقيقي للعدوان الإسرائيلي وستبوء بالفشل». وطالب مفتي القدس والديار الفلسطينية إسرائيل باحترام الأديان السماوية وتطبيق الشرائع والقوانين والأنظمة الدولية وكبح جماح المستوطنين الذين يصعّدون من اعتداءاتهم بحق المواطنين وممتلكاتهم. واستنكرت الهيئة الإسلامية - المسيحية الاعتداء على المسجد، وقالت في بيان لها «إن جريمة حرق مسجد بروقين تظهر فيها بصمات الدولة اليهودية الرسمية في شكل واضح، اذ كانت الجهات الرسمية الاسرائيلية اصدرت قبل اشهر امراً بهدم هذا المسجد ومدرسة، إلا أن التحرك الشعبي والإعلامي في حينه ساهم في تجميد هذا القرار».