كتاب جديد للباحث وأستاذ العلاقات الدولية في الشرق الأوسط واقتصادها رايموند هينبوش صدر عن شركة «رياض الريس للكتب» بعنوان «سورية ثورة من فوق». ينطلق المؤلف من دراسات إحصائية وتاريخية وأحداث عسكرية وسياسية مرت بها سورية منذ نشوء حزب البعث السوري وتسلمه السلطة مروراً بالإصلاحات الاقتصادية والثورة التصحيحية التي تزعمها الرئيس حافظ الأسد وصولاً إلى حكم الأسد الابن وانتهاءً بالوضع الراهن. ويرى الباحث، بناءً على هذه الدراسات أن الأسد الأب استطاع أن يدغدغ آمال العرب بالمبادئ القومية العربية والدفاع عنها والوقوف بوجه أميركا وإسرائيل، وأقام في الوقت نفسه الدولة القوية والنظام الحديد بواقعية وبرغماتية. لكن الثمن الاقتصادي والاجتماعي كان فادحاً. فورث الأسد الابن اقتصاداً متزعزعاً ومجتمعاً مقموعاً وإدارة فاسدة تنخر فيها نخبة عسكرية واقتصادية فاسدة. وها هو الآن يواجه الهجمات الخارجية المتكررة ونقمة داخلية تندلع تظاهرات متنقلة... تاركاً القارئ أمام السؤال الملحّ: سورية إلى أين؟ تجم الكتاب الى العربية حازم نهار وراجعه رضوان زيادة. وعن الدار نفسها صدر كتاب «التسلطية في سورية - صراع المجتمع والدولة» للباحث والمتخصص في السياسة المقارنة واقتصاد السياسي في الشرق الأوسط ستيفن هايدمان. يتبنى الكتاب نظرية تقول إن البعث في سورية صعد إلى السلطة بعد عقود عدة من التنامي الملموس لدور الدولة. وعندما أزاح حافظ الأسد نور الدين الأتاسي وصلاح جديد استخدم المؤسسات القائمة - الحزب الحاكم ونقابات العمال والاتحادات الحرفية ووسائل الإعلام والبيروقرطية والجيش وجهاز الاستخبارات - لفرض سيطرته على المجتمع السوري. وهكذا ضمن النظام بقاءه حتى نهاية القرن العشرين. وبوفاة الأسد الأب استمر النظام أيضاً بفضل هذه المؤسسات وخلف بشار الأسد أباه. ورغم الانفتاح والتحديث اللذين شهدتهما ظلت هذه المؤسسات المتماسكة أداة النظام المتسلطة على المجتمع السوري العنيد. ثم بدأ الصراع ينجلي ويتوضح بين هذه المؤسسات والمجتمع أي بين النظام المؤسساتي والمشروعية السياسية لهذا النظام. وظهر ذلك جلياً مع موجة الاعتقالات ضد نشطاء ديموقراطيين ومثقفين وصحافيين ما بين 2006 و 2008. ورغم المدّ والجزر في شعبية النظام التي استفادت من الضغط الخارجي لإدارة بوش ومن التلازم السوري مع نجاحات المقاومة في لبنان، بات يبدو النظام في عيون كثير من السوريين غير شرعي بالعمق. في هذا الكتاب دراسة نظرية وميدانية لنشأة المؤسسات المذكورة منذ خمسينات القرن الماضي وتطورها، وصولاً إلى إمساك البعث بها وسيطرته على النظام وتماسكه بواسطتها، وانتهاء إلى الصراع القائم والاحتجاجات المتأججة حين صدور هذا الكتاب. ترجم هذا الكتاب عن الانكليزية عباس عباس وراجعه رضوان زيادة.