تختلف الرؤى والقناعات، وتتفاوت الاتجاهات، ويبقى الولاء للوطن والحب له من التراب إلى التراب، ومن البحر إلى البحر، ومن الوريد إلى الوريد، فلا شيء يعدل «الوطن»، هذا هو الشعور العام للوسط الرياضي السعودي وهو يتأهب للوقوف بمشاعره وأحاسيسه وبالدعاء خلف المنتخب السعودي الأول لكرة القدم في مهمته المونديالية أمام منتخب عُمان. قاد التلاحم في المهمة السابقة أمام منتخب تايلاند المواطن نواف بن فيصل وكان جميع اللاعبين في الموعد وقدموا لنا لوحة مواطنة وسكبوا في أوردتنا وشراييننا شلالات الفرح التي غابت عنا كثيراً، واليوم يقود الأمير نواف هذه التوليفة التي تضم كل الأطياف وكل الألوان وكل شرائح المجتمع من أجل فوز يعيد للكرة السعودية بهجتها ورونقها وهيبتها فلا شيء يعدل «الوطن». بعد جولتين من منافسات مجموعتنا كانت الحصيلة نقطة واحدة فقط ولذا بدأ المدير الفني السيد ريكارد ترتيب أوراقه بهدوء وفي مناخ صحي بحق وحقيقة، وبدأ يفكر في المهمات الثلاث الصعبة والتي كانت أولاها أمام تايلاند في بانكوك فخرج بنقطة ستكون كافية لتعديل المعادلة النقطية في نهاية المنافسات، المهمة الثانية كانت تستدعي الفوز ولا شيء سواه أمام تايلاند في الرياض وتحقق له ذلك مستوى ونتيجة، المهمة الثالثة اليوم تستدعي أيضاً الفوز ولا شيء سواه، لأن أي نتيجة أخرى تحرق الأوراق وتعيدنا للمربع الأول، بل تقذف بنا خارج الدائرة أربع سنوات أخرى. لعب ريكاردو بتوليفة رائعة أمام تايلاند في الرياض واعتمد على الأطراف لفتح تكتلات تايلاند المتوقعة وفكك خطوط الخصم في الشوط الثاني بمشاركة مهاجم ثانٍ، وحقق أهدافه الاستراتيجية المعتمدة على الفوز والتوليفة المثالية، اليوم لا نعلم ماذا يفكر فيه ريكاردو وماذا سيقدم لنا من مفاجأة وكيف سيؤدي تكتيكه الميداني؟ كل الذي يهمنا هو الفوز فهو جسر العبور الحقيقي نحو بطاقة التأهل عن هذه المجموعة للمرحلة النهائية من التصفيات الآسيوية المؤهلة لمونديال كأس العالم بالبرازيل 2014. شوارع الوطن ومدينته الفاضلة ومواطنته الصادقة تقف شامخة مساء اليوم خلف رجال المنتخب فالفوز رقصة الوطن المنتظرة، والثقة لا حدود لها وأحاسيس اللاعبين لا تحتاج أكثر من حناجر أبناء الوطن وأكف تصفق وقلوب تخفق تملأ المدرجات هديراً ودعماً وحافزاً فلا شيء يعدل «الوطن». [email protected] twitter | @1964Saleh