لا وقت للبكاء على اللبن المسكوب، ولا فائدة من شق الجيوب ولطم الخدود، فالمنتخب السعودي الأول لكرة القدم تجاوز منتخب تايلاند بثلاثية رائعة، وبدأ يفكر في اللي بعده. المواطن نواف بن فيصل اختصر المسافة والأزمنة على النقاد والمحللين والإعلاميين عندما بارك لرجال المنتخب الفوز المستحق، وأثنى على عطائهم ومنحهم مساحة كافية للفرحة الممتدة طوال ليلة الفوز الكبير على تايلاند ومن ثم التفكير في منتخب عُمان فهي المحطة الثانية والأهم بكل الحسابات. كنت أتمنى أن تتحد نغمتنا الإعلامية مساء الفوز الكبير بثلاثية أعادت للمنتخب السعودي هيبته ووقاره على حساب منتخب تايلاند القوي والمتطور بشكل لا يقبل الجدل، وكنت أتوقع نسيان النصف الفارغ من الكوب، والتركيز على النصف المليان، فالفوز اتى بجدارة، وبعد عرض مقنع للوسط الرياضي، ورفع حظوظنا بالتأهل للمرحلة النهائية للتصفيات الآسيوية المؤهلة لمونديال كأس العالم المقبلة في البرازيل2014، وكنت أتمنى الكف عن اسطوانة «المناحة» في ليلة الانتصار، فلكل شيء وقته. انتهت المهمة الأولى للمنتخب السعودي، وبدأ التحضير للمهمة الثانية التي تحدد فرصنا في التأهل، فالفوز على منتخب عُمان وفوز استراليا على تايلاند في اليوم نفسه يعني حجز بطاقتي الترشح للمنتخبين السعودي والاسترالي من دون الحاجة لانتظار الجولة الأخيرة من منافسات هذه المجموعة، وأي عمليات حسابية أخرى قد تقصينا لا سمح الله، أو تدخلنا في حسبة «برما». المدير الفني السيد ريكارد حسبها صح وقدم لنا توليفة مثالية أمام تايلاند ووضحت بصمته الفنية على المنتخب، ويجب أن نمنحه كامل مساحة الحرية للعمل بهدوء من دون التدخل من نقاد الغفلة الذين ينطون من قناة فضائية إلى أخرى «يعكّون» حول اللاعب الفلاني لماذا لم يلعب؟ وفلان لماذا أشركه المدرب؟ وليتهم سمعوا كلام المواطن نواف بن فيصل وهو يطلب من وسائل الإعلام عدم سؤاله عن أي شيء فني، وهذه رسالة واضحة وصريحة لمن يجيد قراءة ما بين السطور ولكن! نحتاج الصمت من بعض الإعلاميين ثلاثة أيام فقط، لمنح الجهاز الفني فرصة التركيز في لقاء الحسم أمام منتخب عُمان، وبعدها لهم حرية «دلق» حبرهم على أوراق المساء وممارسة الشدو بأصواتهم المبحوحة في كل الاتجاهات، لأن مجرد طلب الصمت منهم يعيق قدراتهم، ويربك حساباتهم المحنطة، ويوقف عزفهم النشاز، ولأن من شب على شيء شاب عليه. [email protected] twitter | @1964Saleh