هيرات (أفغانستان)، إسلام آباد - أ ف ب، يو بي آي - قتل حارسان أفغانيان أمس، عندما نفذ انتحاريان ومسلحون آخرون هجوماً على مكتب شركة تعمل مع القوات الأجنبية قرب المقر الغربي للقوات التي يتزعمها الحلف الأطلسي. وتم نشر قوات غربية لمكافحة المهاجمين في محيط مكاتب شركة «أي أس-كو» الدولية التي تتخذ من موناكو مقراً لها على مشارف مدينة هيرات حيث تسلمت القوات الأفغانية المسؤوليات الأمنية من جنود الحلف الأطلسي قبل أربعة أشهر. ووقع الهجوم على مسافة مئات الأمتار من مقر القوات الدولية لدعم الأمن في أفغانستان (ايساف) في غرب أفغانستان، والذي يتزعمه جنود إيطاليون، فضلاً عن وقوع مطار هيرات على مقربة من موقع الهجوم. وأثار الهجوم تساؤلات حول الوضع الأمني في الإقليم الهادئ نسبياً، الذي تسلمت القوات الأفغانية المهام الأمنية فيه في تموز (يوليو) الماضي، في إطار خطط لسحب القوات الأجنبية وعددها 140 ألفاً غالبيتهم من الجنود الأميركيين من أفغانستان بنهاية 2014. غير أن الأمين العام لحلف شمال الأطلسي اندريس فوغ راسموسن أصر في بروكسيل الخميس على أن مهمة الحلف في أفغانستان «تسير في الاتجاه الصحيح» على رغم سلسلة من الهجمات البارزة خلال الأسابيع الأخيرة. وشملت تلك الهجمات هجوماً بسيارة مفخخة السبت أوقع 17 قتيلاً بينهم 13 من الأجانب، في أعنف هجوم منفرد يستهدف قوات الحلف الأطلسي في كابول خلال الحرب التي بدأت قبل عشر سنوات. وكان جندي أجنبي بين خمسة جرحى جراء هجوم هيرات الخميس كما صرح محي الدين نوري الناطق باسم حاكم الولاية. وشاهد مراسل جندياً إيطالياً جريحاً يرافق بعيداً عن موقع الهجوم غير أن ناطقاً باسم قوات «ايساف» التي يقودها الحلف الأطلسي لم يؤكد إصابة أي من قواته. وقال مسؤولون إن الهجوم وقع عندما فجر انتحاريان سيارة مفخخة عند بوابات الشركة ما سمح للمهاجمين الثلاثة الآخرين بالدخول. وقال نوري في مؤتمر صحافي عقب انتهاء الهجوم: «قتل خمسة مهاجمين إضافة إلى حارسين يعملان مع شركة أي أس-كو». وتابع: «أصيب خلال هجوم اليوم خمسة أشخاص، أحدهم شرطي وآخر جندي من ايساف، فضلاً عن ضابط في مديرية الاستخبارات اضافة إلى حارسين آخرين للشركة». ولم يعلق ناطق باسم «طالبان» على الهجوم. وتباشر الحركة تمرداً منذ عقد في أفغانستان منذ أطاحها غزو قادته واشنطن عام 2001. وجاء الهجوم بعد يوم واحد من تصريح الرئيس الأفغاني حميد كارزاي خلال مؤتمر إقليمي في إسطنبول أنه لا أمل في السلام في أفغانستان من دون مساعدة جيرانها مثل باكستان حيث يملك المتمردون قواعد خلفية. وقال ناطق باسم «ايساف» في غرب أفغانستان إن القوات الأجنبية وفرت دعماً برياً وجوياً خلال مجابهتها للهجوم الذي وقع أمس، خارج المقر الإقليمي لغرب أفغانستان. وقال نوري إن مروحيات «ايساف» هرعت إلى المنطقة، فيما قال ناطق باسم الشرطة الإقليمية أن قوات أجنبية قتلت المهاجمين. وقال شاهد إنه شاهد عدة جرحى ينقلون خارج الموقع بعد أن ركض رجلان يحملان رشاشات وقذائف صاروخية باتجاه المكتب حيث فتحا النار. وتقع الهجمات التي تستهدف الهيئات المتعاقدة للعمل مع «ايساف» في شكل متكرر في أفغانستان. وتعمل شركة «أي أس-كو» في عدد من المواقع في البلاد وتشمل مشروعاتها الأخيرة توسيع مدرج مطار هيرات. ضربة جوية في باكستان، قتل 3 أشخاص على الأقل بغارة شنتها طائرة استطلاع أميركية من دون طيّار في إقليم شمال وزيرستان الباكستاني المجاور للحدود الأفغانية. وأفادت قناة «دنيا» الباكستانية أن الغارة وقعت أمس، في منطقة ميران شاه في الإقليم، وأن الطائرة أطلقت صاروخين على مجمّع في المنطقة. ونقلت عن مسؤولين أمنيين بارزين أن «طائرة من دون طيار أطلقت صاروخين على مجمّع. وقتل 3 أشخاص على الأقل» في منطقة دارباخل ساراي في ميران شاه. ودمّرت الغارة المجمع الواقع في منطقة جبلية. وكان 6 أشخاص قتلوا بغارة أميركية يومي الأحد والاثنين الفائتين في الإقليم، كما قضى 6 من قادة حركة (طالبان) أحدهم من الأكثر تأثيراً ويدعى مولوي نظير بغارة مشابهة في 27 تشرين الأول (أكتوبر) الفائت في منطقة جنوب وزيرستان. وكثفت الولاياتالمتحدة في السنة الأخيرة الغارات التي تشنها على مناطق شمال غربي باكستان قرب الحدود مع أفغانستان، والتي تستهدف زعماء الجماعات المتشددة الذين ينشطون هناك.