دمر مجهولون ليل الأحد - الاثنين ثلاث طائرات حربية يمنية في القاعدة الجوية الملحقة بمطار صنعاء وأصابوا أخرى بأضرار بالغة، في حين سيطر المسلحون القبليون الموالون للشيخ صادق الأحمر على معظم الشوارع والمناطق المحيطة بحي الحصبة شمال صنعاء بعد نشر تعزيزات للقوات الحكومية في العاصمة. وكانت انفجارات عدة دوت ليلاً في القاعدة الجوية المركزية في مطار صنعاء الدولي والتابعة لسلاح الجو بقيادة اللواء الركن محمد صالح الأحمر، الأخ غير الشقيق للرئيس علي عبدالله صالح. وقالت مصادر عسكرية متطابقة إن الانفجارات وقعت في حظيرة للطائرات الحربية المقاتلة وأسفرت عن تدمير ثلاث طائرات على الأقل وإصابة طائرات أخرى، في حادث هو الأول من نوعه بهذا الحجم. وتعددت الروايات عن الحادث، فأشارت إحداها إلى عبوات ناسفة زرعت في الطائرات وهي متوقفة، في حين تحدثت أخرى عن صواريخ أطلقت من مسافة بعيدة وأصابت حظيرة الطائرات. وأدى الحادث إلى إقفال مطار صنعاء لمدة ساعتين قبل أن يعاد فتحه. في هذا الوقت، بسط مئات المسلحين القبائل الموالية للشيخ الأحمر، شيخ مشايخ قبيلة حاشد، سيطرتهم على حي الحصبة الذي كان مسرحاً لقتال عنيف مع القوات الحكومية، وكذلك على الشوارع المحيطة به، وأقاموا عشرات المتاريس الترابية والحواجز الإسمنتية والخنادق، وأغلقوا الطريق المؤدي إلى شارع مطار صنعاء الدولي بساتر ترابي، في إجراء احترازي بعدما اتهمت المعارضة النظام بحشد قواته في صنعاء تمهيداً لهجوم شامل على قوات المعارضة. وعلمت «الحياة» أن لجنة الوساطة التي شكلها نائب الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي برئاسة اللواء غالب القمش رئيس جهاز الأمن السياسي (الاستخبارات) في مطلع حزيران (يونيو) الماضي تواصل بصعوبة مهمتها في تثبيت وقف إطلاق النار بين الطرفين. وكان بيان لقوات الجيش المنشقة عن النظام اتهم الرئيس صالح ب «نشر وحدات كبيرة من الجيش في صنعاء وضواحيها واستحداث مواقع عسكرية جديدة استعداداً لشن حرب شاملة ضد القوات المؤيدة للثورة ومعارضي النظام وتفجير حرب أهلية في البلاد». كما اتهم البيان الأجهزة الأمنية ب «الشروع في تنفيذ خطة لاغتيال قادة المعارضة ومهاجمة المحتجين المعتصمين في ساحة التغيير في صنعاء»، مشيراً إلى أن «هذا المخطط الإجرامي للنظام هو محاولة للتملص من الضغوط والمطالب الدولية والإقليمية لجهة تسليم السلطة وتنفيذ المبادرة الخليجية». إلى ذلك، قالت مصادر مطلعة ل «الحياة» إنه يتوقع عودة الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي عبداللطيف الزياني والموفد الخاص للأمم المتحدة جمال بن عمر إلى صنعاء بعد عطلة عيد الأضحى في العاشر من الشهر الجاري لاستئناف جهود الوساطة بين الطرفين المتحاربين. وكانت مصادر قريبة من المعارضة ذكرت إن الحكومة أبلغت سفراء غربيين في صنعاء بموافقة حزب «المؤتمر الشعبي الحاكم» على توقيع المبادرة الخليجية على أن تكون إعادة هيكلة الجيش من مهمات الحكومة الجديدة التي ستشكلها أحزاب المعارضة مناصفة مع الحزب الحاكم خلال الفترة الانتقالية.