تواصلت المصادمات العنيفة أمس بين القوات الموالية للرئيس اليمني علي عبدالله صالح ومناصري زعيم قبائل حاشد الشيخ صادق الأحمر، ووصل عدد قتلى المعارك منذ مساء أمس الاول الى 16 على الاقل، فيما احتشد آلاف المقاتلين القبليين على مشارف صنعاء سعيا لدخولها ومساندة مناصري الأحمر، حسبما افادت مصادر قبلية. وعلقت الرحلات الى مطار صنعاء وتم تحويلها الى عدن في جنوب البلاد بسبب احتدام المعارك، خاصة في حي الحصبة و محيط مقر الحزب الحاكم الذي سبق ان استولى عليه المسلحون القبليون، فيما خرق الطيران جدار الصوت فوق المقاتلين القبليين المحتشدين على مشارف صنعاء. وافادت مصادر رسمية ان وحدات امنية خاصة، وهي قوات متخصصة في مكافحة الارهاب، تشارك في العمليات الدائرة في حي الحصبة، معقل آل الأحمر.وقال مصدر طبي ان «الجثث ملقاة على الطرقات في منطقة الحصبة ولا تستطيع سيارات الاسعاف الوصول اليها نظرا لخطورة القتال».وذكر مصدر من مستشفى الجمهورية في العاصمة اليمنية ان بين القتلى طفلة في السابعة من العمر اصيب برصاصة طائشة بينما كانت في منزلها.الا ان المصدر اشار الى ان غالبية القتلى مقاتلون من القوات الامنية او القبائل. ودارت معارك عنيفة مساء امس الاول هي الاعنف منذ خرق الهدنة وعودة القتال الى حي الحصبة في شمال صنعاء بين المسلحين القبليين ليل الاثنين الثلاثاء بعد ايام الهدوء النسبي، بحسب شهود عيان. وذكر شهود ان سيارات الاسعاف سمعت طوال الليل في الحصبة فيما تصاعدت اعمدة الدخان من مبنى اللجنة الدائمة للحزب الحاكم الذي سبق ان سيطر عليه المسلحون القبليون. الى ذلك، ذكرت مصادر طبية ان حصيلة القتلى منذ ليل الثلاثاء وحتى الاربعاء ارتفعت الى 50 قتيلا بينا كانت حصيلة سابقة تشير الى مقتل 39 شخصا. من جانبها، نقلت وكالة الأنباء اليمنية عن مصدر مسؤول في وزارة الداخلية قوله أن «وحدات أمنية خاصة وجهت (الاربعاء) ضربات قوية وموجعة لعصابات أولاد الأحمر الاجرامية في منطقة الحصبة بأمانة العاصمة ونفذت عمليات نوعية وشجاعة تمكنت خلالها من اخراج المعتدين من عدد من المنشآت والمرافق العامة في منطقة الحصبة». وذكر المصدر ان الوحدات الامنية «تمكنت من تطهير مبنى وزارة الادارة المحلية ومبنى مركز مكافحة الجراد». واحتشد الاف المقاتلين القبليين امس على مشارف صنعاء لدخولها ومساندة مناصري زعيم قبائل حاشد الشيخ صادق الأحمر. وذكر شيوخ قبائل ان الالاف من رجال القبائل المسلحين يحتشدون شمال صنعاء وقد اشتبكوا مع نقطة عسكرية على بعد 15 كلم عن صنعاء.واكد احد الشيوخ ان المسلحين «يريدون دخول صنعاء لمساندة شيخهم» في اشارة الى الشيخ صادق الأحمر. وذكر شهود عيان ان الطيران العسكري خرق جدار الصوت فوق المسلحين المحتشدين بالقرب من صنعاء لتخويفهم، وكذلك خرق جدار الصوت فوق منطقة خمر في شمال البلاد، معقل قبائل حاشد. وفيما يتصاعد التوتر في العاصمة اليمنية، تكثفت حركة النزوح لاسيما من حي الحصبة الذي ما زال يعاني من انقطاع للكهرباء. واكد شهود عيان ان السكان يغادرون صنعاء بكثافة فيما المسلحون ينتشرون في الشوارع وتسمع اصوات اشتباكات الحصبة في كل انحاء صنعاء.وقال النازح محسن سنان «صنعاء مهجورة الان، اذا استمرت المعارك سنقرأ الفاتحة على اليمن». وفي تعز، جنوب صنعاء، اندلعت اشتباكات ليل الاربعاء الخميس بين القوات الموالية للرئيس ومسلحين مدنيين معارضين للنظام. وذكر الشهود ان المعارك تركزت حول قصر الرئاسة في المدينة وبالقرب من معسكر للحرس الجمهوري. وكانت قوات الامن اقتحمت الاثنين الماضي الساحة التي كان يعتصم فيها المطالبون باسقاط النظام ما اسفر عن سقوط أكثر من خمسين قتيلا بحسب الاممالمتحدة.ونفى ممثلون عن المحتجين ان يكون شباب «الثورة السلمية» قد استخدموا السلاح