من محافظة شبوة شرقاً إلى صنعاء كان اليمن أمس مسرحاً للمواجهات بين مؤيدين للرئيس علي عبدالله صالح ومعارضين له، قتل خلالها أكثر من 50 يمنياً، بينهم أحد أبناء زعيم «القاعدة في جزيرة العرب» أنور العولقي و 23 من عناصر التنظيم في غارة جوية، فيما سقط 12 متظاهراً برصاص قوات الأمن في صنعاء. في هذه الأثناء، دارت مواجهات عنيفة استخدمت فيها الأسلحة الثقيلة بين قبائل موالية للنظام وأخرى معارضة، راح ضحيتها 10 قتلى، في حين اندلعت اشتباكات بين قوات الجيش الموالية والمناوئة في عدد من الأحياء المحيطة بساحة التغيير في صنعاء. وكانت قوات الأمن ومسلحون مدنيون موالون للنظام تصدوا صباح أمس لمسيرة ضد النظام نظمتها منسقيات «الثورة» الشبابية، شارك فيها عشرات الآلاف، وانطلقت باتجاه نقاط التماس بين قوات الأمن والحرس الجمهوري. وقوات الفرقة الأولى المنشقة وسط شارع الزبيري، حيث حاولت قوات الأمن منع المسيرة من تجاوز نقاط التماس، مستخدمة خراطيم المياه والقنابل المسيلة للدموع والهراوات، وسرعان ما تحولت المواجهات إلى اشتباكات عنيفة سقط خلالها 12 قتيلاً على الأقل من المتظاهرين وعشرات الجرحى، على ما أفادت مصادر في المستشفى الميداني. إلى ذلك، قالت مصادر في المعارضة إن 10 قتلى وعدداً من الجرحى من مسلحي قبيلة حاشد، بزعامة صادق الأحمر سقطوا في مواجهات مع قبائل موالية للنظام بقيادة الشيخ صغير بن عزيز في شارع عمران وفي مدينة صوفان وحي الحصبة. واتهمت المعارضة «قوات الحرس العائلي» للنظام بقصف الأحياء السكنية، و»قتل المتظاهرين المطالبين بحقهم الشرعي في إسقاط النظام» . وقتل القبليون العشرة المناصرون للشيخ صادق الأحمر الذي انضم إلى الحركة الاحتجاجية ضد صالح، حين قصف تابعون للشيخ صغير الموالي للرئيس مواقعهم قرب حي الحصبة شمال صنعاء. واستخدم مقاتلو الشيخ صغير المدفعية الثقيلة لقصف مواقع خصومهم في حي صوفان السكني شمال، حيث منزل حمير الأحمر، نائب رئيس مجلس النواب وشقيق زعيم قبيلة حاشد، على ما أفاد المصدر. كما أصيبت في القصف مكاتب قناة السعيدة التلفزيونية الخاصة الواقعة في القطاع ذاته واندلعت فيها النار، على ما أعلنت إدارة القناة داعية إلى وقف المعارك لإجلاء الموظفين المحتجزين في المكاتب. وبدأت المعارك فجراً بتبادل القذائف وتكثفت عند الظهر حين بدأت حشود المتظاهرين مسيرة من ساحة التغيير، مركز الحركة الاحتجاجية، إلى شارع الزبيري وسط صنعاء. لكن وزارة الداخلية نفت سقوط قتلى بين المتظاهرين، معلنة أن «عصابة أولاد الأحمر وميليشيات الفرقة المدرعة وحزب الإصلاح قامت بالاعتداء على الأحياء السكنية في منطقة الحصبة وقصفتها بمختلف الأسلحة»، وأكدت أن عدد القتلى 6 أشخاص بينهم ثلاث أطفال، وجندي من شرطة النجدة، وجرح 16 مواطناً و6 جنود. وأعلن مصدر قبلي أن عبد الرحمن العولقي، احد أبناء الأميركي- اليمني أنور العولقي بين العناصر السبعة من تنظيم «القاعدة» الذين قتلوا مساء الجمعة في غارات جوية في قرية عزان في محافظة شبوة. وأكدت مصادر أخرى أن عدد قتلى الغارات التي يعتقد أن طائرة أميركية شنتها ارتفع إلى 24 قتيلاً. وقال مصدر قبلي ينتمي إلى عائلة العولقي (أ ف ب) إن «عبد الرحمن أنور العولقي قتل في الغارات على عزان»، مشيراً إلى أن معلوماته من مستشفى عزان الذي نقل إليه قتلى الغارات وجرحاها. وبالإضافة إلى عبدالرحمن (21 سنة)، قضى في الغارات احد أقارب العولقي وثلاثة آخرون من قبيلته. وجاءت هذه التطورات الأمنية في صنعاء، فيما كان الرئيس علي عبد الله صالح يرأس اجتماعاً للجنة العامة لحزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم، وقادة المجلس الأعلى لأحزاب التحالف الوطني الديموقراطي، كرس للبحث في خلفيات مشروع القرار الأوروبي في مجلس الأمن، بالإضافة إلى التطورات الراهنة في البلاد. وأصدر المجتمعون بياناً جاء فيه: «لابد أن نقف بكامل المسؤولية أمام هذه التطورات المتسارعة سواء في ما يتعلق بأعمال التصعيد التخريبية والزج بالتظاهرات والمسيرات غير المصرح بها في أعمال عدائية ضد المواطنين والممتلكات الخاصة والعامة لنشر الفوضى وإقلاق الأمن والنهب والسلب، بالإضافة إلى مناقشة مستجدات الأزمة في ضوء المشاورات التي تجري في الأروقة الديبلوماسية ومقر الأممالمتحدة حول المقترحات التي أعدها سفير المملكة المتحدة ومندوبها في مجلس الأمن وحتمية الرؤية الصحيحة والدقيقة لها وتبعات المواقف وفي مقدمها الخطوات التي يتم اتخاذها من أجل وضع المبادرة الخليجية موضع التنفيذ».