لم تتضح معالم الدوري لهذا الموسم، ولا تزال الرؤية محصورة في العواطف والميول أكثر منها واقعاً فنياً لفريق دون آخر، بما فيها فرق الصدارة التي تقدم ومضات إيحائية عن نيتها للفوز بالدوري، وهذا حق مشاع للجميع. ملامح الدوري ستكون أكثر وضوحاً مع بداية الدور الثاني، عندها ستكون المنافسة قد وزعت فرق دوري «زين» لثلاثة مستويات كما هي العادة أو المتبع في كل الدوريات الماضية بالنسبة لنا محلياً، وبقية الدوريات العالمية. مع بداية الدور الثاني، سيكون أمامنا مستوى أول نخبوي يضم الفرق المتنافسة على القمة، قد تكون ثلاثة كما هو متوقع وقد تتسع القاعدة لتشمل خمسة فرق، والمستوى الثاني هو لفرق الوسط وهي ما يسمى بالمنطقة الدافئة، بعيداً عن أهل القمة وبعيداً عن دائرة الهبوط، والمستوى الثالث فرق القاع التي تحاول الهروب من منطقة خطر الهبوط نهاية الموسم. فرق الصدارة حالياً الشباب والاتفاق والهلال والأهلي، وقد يأتي الاتحاد من الخلف بعد خروجه من بطولة الأندية الآسيوية، وتفرغه للمنافسات المحلية، لينضم لدائرة التنافس على بطولة الدوري، وكان من المفترض وجود النصر على الخط لكن الظروف عصفت به من بداية الموسم. التوقفات المتكررة أفقدت بعض الفرق هويتها، وبعض الفرق في اللحظة التي يرتفع فيها الإيقاع مثل الهلال بعد لقائه بالأهلي تصدمه محطة التوقف، وتؤثر في العمل للجهازين الفني والإداري، وهناك بعض الفرق التي تستفيد من التوقف بترميم الخطوط، وترقيع الثقوب والعيوب الفنية. تنافس أهل القمة سيكون خماسياً وقد يتحول إلى ثنائي بين «الشباب والهلال» الأكثر جاهزية والأكثر تنظيماً والأكثر صرفاً للمال، التنافس المنطقي سيكون محصوراً بين الهلال والشباب، والمؤشرات الفنية تقول ذلك، لكن الكرة مدورة ونتائجها مثيرة وأحياناً مريرة، لذا لابد من الاحتفاظ بخط الرجعة، فقد يكون لثنائي جدة «الاتحاد والأهلي» كلمة، وقد يكون للاتفاق رأي آخر، بل قد يكون للنصر بصمة في تغيير اتجاه البطولة، المهم أن الواقع الفني يقول إن بطولة الدوري معلقة بين «الهلال والشباب»، بعد أن سجل كل طرف منهما بدايات قوية ورفعا رصيدهما النقطي في بنك الدوري وهو الرصيد الذي يؤهل للبطولة، والفريق الذي ينوي الإطاحة بالهلال والشباب، أمامه الميدان يا حميدان. [email protected] twitter | @1964Saleh