السباق المحموم نحو درع دوري المحترفين السعودي في نسخته الأولى انحصر بين الاتحاد والهلال، ومع كل جمالياته ومتعته إلا ان دخول فرق أخرى كانت ستمنحه وهجاً أكبر وجماليات أكثر، لكن صحوة الشباب والأهلي والنصر جاءت متأخرة جداً، وأتت بعد أن أصبح الفارق بين أهل القمة والملاحقين شاسعاً ولا يسمح لهم باللحاق بركب الصدارة. كان السؤال على شفاه الوسط الرياضي وعقب الجولات الأولى لدوري المحترفين عن «أرنب السباق»، وهو مصطلح معروف عند أبطال ألعاب القوى، واتضح ان هناك أكثر من أرنب حاول أن يؤدي الدور نفسه، ولكن جميع «الأرانب» عجزت عن قيادة السباق ورفع الرتم الأدائي الذي كان ينتظره الوسط الرياضي، حيث تراجعت الأرانب لأنها أدت أدواراً مهزوزة وأدوار تبعية، ولأن نفسها قصير ففقد الدوري الكثير من مقوماته الفنية والإبداعية والجماهيرية. بعدما طار أهل القمة «الاتحاد والهلال» بالصدارة عادت بعض الفرق للوهج على طريقة «نحن هنا» وكانت عودة متأخرة جداً، فأندية الأهلي والشباب والنصر تملك أسلحة فنية تمنحها حق المنافسة على لقب الدوري وزيادة جمالياته، لكن الأهلي والنصر تفرغا لبطولة هامشية مثل بطولة الخليج فكان الإعداد للموسم غير مناسب للاعبين من الناحية العالمية، وبعد تخلص هذا الثنائي من خطأ الإعداد للمنافسات المحلية عادا ولكن بعد ضياع فرصة المنافسة على الدوري، أما فريق الشباب فقد ضاعت عليه فرصة المنافسة على أهم بطولات الموسم، لأن الطابور الخامس شتت الجهد الفني والإداري فخسر الفريق عدداً من النقاط كانت كافية لوضع الشباب في مثلث القمة مع الاتحاد والهلال، والدليل ان توقف الطابور الخامس عن ضرباته الاستباقية أعاد الشباب بقوة فوصل لنهائي كأس ولي العهد وخسر بشرف ووصل لنهائي كأس الأمير فيصل بن فهد وسحب الهلال من صدارة الدوري بعد أداء فني رفيع، على رغم النقص العددي الذي عانى منه الفريق حوالى 85 دقيقة. الاتحاد الذي تصدر الدوري من بدايته قدم مستوى ثابتاً في أغلب مبارياته وتنازل عن الصدارة موقتاً لمنافسه الحقيقي على اللقب «الهلال»، وعاد للصدارة قبل خط النهاية بثلاث مراحل وتبقت مرحلتان تحملان في طياتهما مفاجآت ولهفة وانتظاراً، وسيكون السطر الأخير من هذا التنافس هو مسك الختام. الهلال سيلعب بنفس أسلوبه الموسم الماضي بالمحافظة على نفس المسافة بينه وبين الاتحاد في حدود ثلاث نقاط ويحسم الأمر في الجولة الأخيرة في الرياض، وسيكون أنصار الفريقين في حال ترقب وتحسب لي مفاجأة قد تطيح بالآمال وتغير اتجاه اللقب، فقد يطير الاتحاد باللقب يوم السبت المقبل قبل مواجهة الهلال في الرياض، وقد تعصف رياح الحظ بالاتحاد لترميه على شاطئ الموج الأزرق، فإما بطولة اتحادية مدوية وإما بطولة شواطئ للاتحاد وبطولة زرقاء بالتخصص.