أظهرت مشاهد الصلاة على جثمان ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران الأمير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود ومواراته الثرى في مقبرة العود بالرياض أمس أبعاداً إنسانية تحكي حميمية الأخوة بين الفقيد وإخوانه، وأواصر التآلف والتراحم بينهم. فقد شوهد النائب الثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الأمير نايف بن عبدالعزيز آل سعود وهو يحمل جنازة أخيه عند إدخالها جامع الإمام تركي بن عبدالله، فيما شوهد أمير منطقة الرياض الأمير سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وهو يحمل الجنازة بعد الصلاة عليها. مشهدان ينمّان عن عمق المحبّة، ولوعة الفراق، وعظم الشعور بفداحة الفقد. وبالطبع فإن تسامي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود على آلامه، وهو الخارج لتوه من المستشفى الذي خضع فيه لجراحة في الظهر، ليكون في استقبال جثمان أخيه وولي عهده وساعده الأيمن مساء الإثنين في مطار القاعدة الجوية، وحرصه على تَقدّم المصلين على جنازة الأمير سلطان بن عبدالعزيز، كلها دلائل على عمق المحبة بين الملك وولي عهده، وبين الملك وأخيه. وكان حرص أفراد العائلة المالكة على أداء صلاة الميت وتشييع الفقيد إلى مثواه الأخير دليلاً بليغاً آخر على المحبة والمحنّة والاحترام والتقدير الذي يُكِنُّونَهُ بعضُهم لبعضٍ. وبالطبع فإن الحزن الذي عمَّ أفراد الشعب السعودي، وغمر قطاعاته بلا استثناء، شيباً وشباباً ورجالاً ونساء وأطفالاً، على رحيل الأمير سلطان بن عبدالعزيز، أكبر وأبلغ دليل على كيمياء المحبّة والتجلّة التي تربط الشعب بقيادته.