رأت رئيسة جمعية ازدهار النساء في العالم ريتو شارما ان على خبراء التنمية أن يتحدثوا إلى المزارعين والمزارعات على حدة، من أجل تعزيز الزراعة كمشروع للمجتمع والعائلة. وتمثل شارما صوتاً قيادياً لمناصرة القضايا النسائية لناحية صلتها بالسياسة الخارجية الأميركية، وألقت محاضرة في واشنطن خلال حلقة دراسية عن الزراعة والأمن الغذائي العالمي، ركّزت اهتمامها على مساعدة البلدان التي تكافح من أجل إنتاج أغذية كافية لسكانها أو شرائها، شارك فيها أعضاء من الكونغرس الأميركي وخبراء في الزراعة والمساعدات الإنسانية. وألقى الكلمة الاساسية رئيس الوكالة الأميركية للتنمية الدولية، راجيف شاه، الذي يتفق مع شارما حول أهمية النساء المزارعات. وروت شارما للتشديد على الطرق التي تستطيع النساء المزارعات بموجبها ممارسة سلطة اقتصادية، قصة خمس نساء مثابرات من هندوراس حصلن فقط على التعليم الابتدائي، وتكاتفن معاً واشترين قطعة أرض وبدأن زراعة البن في محاولة منهن لخفض العنف المنزلي. وآمنّ بأنهن في حاجة إلى استقلال اقتصادي من أجل وقف العنف، واعتبرن زراعة البن وسيلة للحصول على ذلك الاستقلال. قالت شارما: «في بادئ الأمر لم يكن في استطاعتهن امتلاك الأرض، لكنهن قدرن على التغلب على هذا العائق. ثم لم يكن في إمكانهن تملك أشجار البن، وتغلبن على هذا أيضاً. ثم كان عليهن الحصول على المواد الزراعية اللازمة، واحتجن إلى التوسع ثم رفع نوعية البن». والآن، تصدّر تعاونيتهن 10 آلاف طن من البن سنوياً إلى أوروبا وفق اتفاقات تجارية عادلة. وأضافت: «نعرف الكثير عن طبيعة هذه الحواجز المحتملة... منها عدم توافر القروض والخدمات المصرفية، والمواد الزراعية الضرورية كالأسمدة والبذور والمعدّات، ومنع النساء من امتلاك الأراضي، وبنية تحتية ضعيفة مثل العدد القليل من الطرق أو عدم توافر أنظمة نقل، وتأمين للمحاصيل». يلحق الكثير من هذه الحواجز ضرراً وأذى بالنساء المزارعات خصوصاً. ففي بعض الأماكن، على سبيل المثال، لا تسمح المصارف للنساء بفتح حسابات فيها، و «لا تملك النساء سوى طاقة محدودة للعمل الزراعي المضني وحمل المعدّات الثقيلة، وهو واقع يجب أن يؤخذ في الاعتبار من جانب أولئك الذين يساعدون في تطوير موارد أفضل لهن». وأعربت شارما، وهي أميركية من الجيل الأول غادرت عائلتها في إقليم البنجاب في الهند وهاجرت، عن اغتباطها بالاهتمام الذي تبديه الحكومة. وذكرت انها دائماً تخرج بانطباع جيد عند التحدث مع نساء مزارعات لفهمهن الواسع للأسواق. وكمناصرة لتمكين النساء، تهدف جمعية شارما إلى إضفاء الصفة المؤسساتية على المبادئ الحساسة لموضوع المساواة بين المرأة والرجل كي تصبح جزءاً من نسيج عمل كل مؤسسات التنمية. أما شاه فقال: «الناس الذين يجب أن يوجه إليهم الاهتمام، ليسوا الممولين أو وزراء الزراعة أو عمال المساعدات. بل النساء المزارعات اللواتي يشكلن الحل غير المستغل بدرجة كافية لهذه المشكلة (توفير الغذاء)... فعندما تسيطر النساء على الأرباح في المداخيل، يزداد احتمال أن ينفقن هذه الأرباح في تلبية حاجات عائلاتهن». واستخدم شاه الحلقة الدراسية كمنبر للإعلان عن مبادرة أميركية تسمى «إطعام البشرية في المستقبل»، وهي خطة لخفض الجوع من خلال المساعدة في تطوير القطاعات الزراعية في عدد من البلدان الفقيرة. ووافق المختصون، من أجل ضمان النجاح، على ضرورة إزالة الحواجز التي تعوق المزارع العائلية من تحقيق نجاح أكبر. وطبقاً لبرنامج الغذاء العالمي للأمم المتحدة، تنتج النساء في المناطق الأشد فقراً في العالم نسبة 80 في المئة من المواد الغذائية، لكن المزارعات لا يحصلن إلا على نسبة تقل عن 10 في المئة من القروض والائتمانات المقدمة إلى المزارعين. وأشار شاه الى «ان مبادرة إطعام البشرية في المستقبل تخطط لاستثمار 3.5 بليون دولار خلال السنوات الثلاث المقبلة في القطاع الزراعي في نحو 20 بلداً مرجحة للتركيز عليها. ويتمثل أحد الأهداف في زيادة مداخيل 40 مليون فرد بينهم نساء، خلال السنوات العشر المقبلة». وأضاف: «اننا نركز اهتمامنا على النساء في كل شيء نعمله» سواء من خلال توجيه المساعدات المالية نحو ما يعرف بالمحاصيل التي تنتجها النساء بصورة تقليدية، كالبطاطا الحلوة والخضار، أو من خلال تقديم منح دراسية إلى نساء يتابعن دراستهن للحصول على شهادات في الزراعة. ولفت السفير وليام غارفيلنك، الذي ينسق جهود الحكومة الأميركية في مبادرة «إطعام البشرية في المستقبل» الى «مبادرات كثيرة للأعمال التجارية الزراعية، لكن لم يركز أي منها على الزراعة أو النساء والأطفال، ما يُشكِّل نوعاً من العامل الفريد هنا».