واشنطن - «نشرة واشنطن» - قد يكون الحمّص، أحد أهم البقوليات والغني بالبروتينات والبديل الصالح للحوم المنتج في صورة مستدامة، المفتاح لإنتاج زراعي أوفر للأمن الغذائي في إثيوبيا. لهذا الغرض تعكف «الوكالة الأميركية للتنمية الدولية» و «برنامج الغذاء العالمي» التابع للأمم المتحدة ومؤسسة «بيبسيكو»، الذراع الخيرية لشركة «بيبسيكو» الأميركية للمشروبات، على وضع خطة لزيادة إنتاج هذه السلعة الغذائية. وفي هذا السياق، تأسست مبادرة «إثيوبيا بي إي آي» خلال اجتماع «مبادرة كلينتون العالمية» في نيويورك، برعاية الرئيس الأميركي السابق بيل كلينتون، لغرض توظيف الطاقات وتطبيق أفكار جديدة لحل المشاكل التنموية. وستدعم الخطة جهود حكومة إثيوبيا لتطوير الزراعة في النواحي الثلاثة الآتية: زيادة إنتاج الحمّص الإثيوبي عبر تعريف 10 آلاف مزارع بأساليب متقدمة للزراعة والريّ، وتطوير الحمّص وتوزيعه كغذاء إضافي ومكمّل غني بالبروتينات، ليصل إلى40 ألف طفل إثيوبي دون سن الثانية، وتحسين سلسلة الإمدادات لغرض زيادة توفّر الحمّص للمستهلكين في إثيوبيا وعالمياً. وإثيوبيا هي أكبر منتج للحمّص في أفريقيا، لكن الشراكة الجديدة أعلنت أن ثمة إمكانات جمّة لزيادة الغلال وتحسين نوعيتها. وهو يزرع على نطاق واسع في آسيا الوسطى وبدول البحر المتوسط ويعرف كذلك ب «فول الغاربانزو». وقال مدير الوكالة راجيف شاه إن «الشراكة الفريدة تظهر كيف يمكننا تطوير حلول أساسها قوى السوق، وتوظيف موارد للتأثير في صورة مستدامة في تخفيف الجوع والفقر في ضوء الأزمة الغذائية الراهنة في القرن الأفريقي». وبتلبيتها لاحتياجات الجوع الآنية ودعم الفرص لصغار المزارعين، برفع دخلهم المحتمل عبر زيادة الإنتاجية، فإن الشراكة ستعمل على تعزيز أهداف مبادرة إطعام البشرية مستقبلاً، وهي مبادرة الحكومة الأميركية العالمية الخاصة بالجوع والأمن الغذائي. وتوفر «مبادرة الغذاء للمستقبل» التي تبنتها حكومة الرئيس الأميركي باراك أوباما مساعدات تنمية طويلة الأجل للسكان الذين يعيشون في مناطق تعتريها أحوال جوّية وبيئية قاسية. وترمي المبادرة إلى زيادة الوصول إلى مواد غذاء أساسية وتحسين التجارة وطرق النقل وتسخير العلوم والتكنولوجيا لمساعدة السكان على البقاء في ظروف صعبة، وخفض احتمال أن تغرق أحداث سلبية السكان في كوارث. واستثمار «بيبسيكو» في المشروع هو جزء من استراتيجية عالمية لجعل الشراكة رائدة في الزراعة المستدامة. الغذاء والشراكة وستوفد ثلاث شركات أميركية أغذية علاجية منقذة للأرواح إلى آلاف الأطفال الذين يعانون من سوء تغذية في القرن الأفريقي، بعد أن فازت بعقود من الوكالة للقيام بذلك. والغذاء العلاجي، وهو معجون مكوّن من الفستق، هو غذاء أنتج خصيصاً لعلاج الأطفال الذي يعانون من سوء تغذية شديد في نظام علاجي يدوم 6 أسابيع. وستوفر كمية الغذاء العلاجي الجاهز للاستخدام المعدّة للشحن إلى أفريقيا ما يكفي من المادة الغذائية العالية التغذية لإنقاذ 130 ألف طفل من شفير الموت جوعاً، وفقاً للوكالة. وشاركت وزارة الزراعة الأميركية في هذه المبادرة، فحددت الشركات التي يمكنها أن تنتج الغذاء العلاجي الذي يحتوي حليباً وزيتاً وسكراً وفيتامينات ومعادن، لغرض إعادة تأهيل الأطفال صحّياً واستعادتهم من حافة الموت جوعاً. وقال وزير الزراعة الأميركي توم فيلساك إنه: «بفضل منتجي الفستق الأميركيين والشعب الأميركي، ستساعد هذه المبادرة في دعم فرص العمل الأميركية وإيصال أطعمة عالية التغذية إلى أطفال سيئي التغذية في القرن الأفريقي». وتابع: «لا تزال الوكالة ملتزمة بمعالجة الأسباب الجذرية لانعدام الأمن الغذائي،ّ عبر تعزيز إنتاج زراعي مستدام وأبحاث زراعية محسّنة والعمل مع جمهورنا وشركائنا في القطاع الخاص لتوفير مساعدات غذائية طارئة عند الحاجة».