تستعدّ مدينة أصيلة المغربيّة، لاستضافة موسمها الثقافي الحادي والعشرين الذي يمثّل مفترق طرق في مسيرة هذه التظاهرة الفريدة من نوعها، مغرباً ومشرقاً. فقد جعلت التظاهرة من مدينة بسيطة في الشمال المغربي الفقير عاصمة ثقافيّة عربية، ومقصداً للفنانين والمفكّرين والأدباء، وفضاء للحوار الحرّ، ومحطّة ضروريّة في المفكّرة الثقافيّة العربيّة. والموسم الذي بات تحت اشراف "مؤسسة منتدى أصيلة"، يواصل هذا العام رهانه، تحت الرئاسة الشرفية لولي العهد المغربي الأمير محمّد، وذلك من خلال 3 محاور أساسيّة: أوّلها مرتبط بالفنّ التشكيلي الذي أعطى أصيلة هويّتها لدى انطلاقة مغامرة الموسم، ويعنى بالمعارض ابن المدينة الفنّان محمد المليحي... وثانيها يشمل الجانب الاستعراضي الاحتفالي من موسيقى ورقص وغناء، ويساهم في البرمجة المسرحي السوري الأصل شريف الخزندار رئيس "دار ثقافات العالم" في باريس. ويبقى المحور الفكري والابداعي الذي يشتمل هذا العام على ندوات قيّمة ضمن أعمال "جامعة المعتمد بن عباد" التراث الأندلسي غداً، الديموقراطية من منظور الجنوب، الفنون المعاصرة.... ويحتلّ الأدب والشعر في هذا المحور حصّة الأسد مع تكريم الشاعر المغربي محمد السرغيني، وتسليم جائزة بلند الحيدري للابداعات العربيّة التي تمنح للمرّة الأولى. كما تلعب المحترفات الابداعيّة دوراً حيويّاً في موسم أصيلة، وتتوزّع هذا العام بين المسرح والصباغة الجداريّة وفنون الحفر. أما الأمين العام لمؤسسة منتدى أصيلة، فهو محمد بن عيسى، عمدة المدينة، والسفير السابق لبلاده في الولاياتالمتحدة الذي عاد قبل فترة قصيرة إلى الحكومة المغربيّة، حيث عهد إليه العاهل المغربي بوزارة الخارجيّة.