مرت فترة طويلة لم يظهر فيها الرئيس التونسي السابق الحبيب بورقيبة على الناس، خصوصاً في التلفزيون. وكانت آخر مرة عندما برز بمناسبة تصويته في انتخابات نيسان ابريل 1989 وأعلن وقتها انه يصوت لحزبه، الحزب الدستوري الحاكم، وللرئيس زين العابدين بن علي، ثم ظهر بعد ذلك ببضعة اشهر عندما قام بزيارة الى خلفه الرئيس بن علي في قصر الجمهورية في قرطاج بمناسبة العلاج الذي كان يتلقاه في احد المستشفيات في العاصمة تونس. ولذلك فان التونسيين تقبلوا بكثير من الاهتمام ظهور الرئيس السابق بورقيبة على شاشة التلفزيون التي لم تكن لتخلو منه في اي يوم من الأيام قبل بضع سنوات. وهذه المرة كانت بمناسبة زيارة اداها اليه الرئيس بن علي في مقر اقامة بورقيبة في مسقط رأسه بمدينة المنستير 160 كيلومتراً الى الجنوب الشرقي من العاصمة تونس. وبدا اللقاء بين الرجلين مشحوناً بالحرارة، عندما خاطب الرئيس التونسي بن علي الرئيس بورقيبة بپ"سيدي الرئيس" والرئيس السابق بورقيبة يدعوه بقوله انه بمثابة ابنه. وعبر الصور التي ظهرت على شاشة التلفزيون فان الرئيس التونسي السابق حافظ على مظهره العام ولم يصب بالهزال، الا ان مشيته بدت اثقل بكثير مما كانت عليه قبلاً، فيما كان يلهث بصوت مسموع عندما يتكلم ويحتاج الى من يساعده بصورة جدية عند الوقوف. وعلى رغم ان الاطباء الذين سألناهم عما يمكن ان يستشفوه من رؤية الرئيس السابق رفضوا تشخيص حالته، على الاقل علناً، على اساس ان الصورة التلفزيونية لا تمكن من تحقيق التشخيص الموضوعي، فانه بدا ان السنوات اثرت فعلاً على الرئيس السابق بورقيبة، خصوصاً انه يشكو من امراض عدة منذ كان في سدة الحكم قبل 7 تشرين الثاني نوفمبر 1987. والمعروف ان الرئيس التونسي السابق هو رسمياً من مواليد 3 آب اغسطس 1903 وقد ذكّر بذلك وهو يتحدث الى الرئيس بن علي الاسبوع الماضي، عندما قال: "سني... خذ السنة الحالية واطرح منها سنة ولادتي اي 1903"، بمعنى آخر فان سن بورقيبة ستكون في حدود التسعين في آب اغسطس المقبل. غير ان مصادر عدة تعيد تاريخ ميلاده الى ما هو ابعد من ذلك، الى سنة 1900 وحتى 1998 عند البعض الآخر، ويدللون على ذلك بمعرفتهم اياه في طفولته وأيام شبابه، علماً ان دفاتر الحالة المدنية لم تكن موجودة في تونس في اول القرن. وأكد بورقيبة انه محل رعاية وعناية كبيرتين حيث يقيم في قصر الولاية في مسقط رأسه. وعبّر عن رغبته بزيارة الروضة التي دفن بها والده وبقية افراد عائلته حيث أعد لنفسه قبراً فخماً يوارى به بعد الوفاة.