أكدت مصادر طبية تونسية أمس ان الرئيس السابق الحبيب بورقيبة أصيب بتدهور صحي استوجب ادخاله المستشفى العسكري في العاصمة في نهاية الأسبوع الماضي. وأوضحت ان بورقيبة، الذي تحدد الوثائق الرسمية تاريخ ميلاده في السنة 1903، والذي يقول أقرباؤه انه بلغ المئة، أدخل الى المستشفى العسكري 8 مرات في العام الماضي بعد اصابته بوعكات صحية. ولا يعرف سبب المتاعب الصحية التي يعانيها، لكن أطباء قالوا ل"الحياة" انها نتيجة تقدمه في السن. ويقيم بورقيبة وهو أول رئيس للجمهورية التونسية في مدينته المنستير 170 كيلومتر جنوب العاصمة منذ عزله في تشرين الثاني نوفمبر 1987 بعدما أكد اطباؤه عجزه عن ادارة شؤون الدولة. وهو كان يمضي فصل الصيف في مدينة المنستير الساحلية عندما كان رئيساً، ما جعلها تتحول عاصمة صيفية للبلاد. وشاهد التونسيون رئيسهم السابق للمرة الأخيرة على شاشة التلفزيون قبل عامين، عندما زاره خلفه زين العابدين بن علي في السكن المخصص له في اطار زيارة لمحافظة المنستير. وكان أثر التقدم في السن بادياً عليه، اذ لم يقو على الوقوف ولوحظ انه كان يعاني صعوبات في التنفس والكلام. وأفادت مصادر طبية ان بورقيبة استمر خاضعاً لرعاية الأطباء منذ تنحيته وان طاقماً يقيم معه في المسكن الذي كان مخصصاً في السابق لمحافظ المنستير. وأشارت الى كونه تخلى عن ممارسة رياضة المشي التي كان مولعاً بها بسبب تدهور حاله الصحية في السنوات الأخيرة. يذكر ان وزير داخلية بورقيبة الطاهر بلخوجة أفاد في كتابه عن سيرة الزعيم التونسي انه نجا من نوبات قلبية عدة كانت أولها في آذار مارس 1967. وانتخب بورقيبة الذي قاد الحركة الوطنية الى الاستقلال رئيساً للوزراء في 1956 قبل عام واحد من اعلان الجمهورية، واختياره رئيساً للدولة في 25 تموز يوليو من السنة نفسها، وأعيد انتخابه لولايات عدة قبل اعلانه رئيساً مدى الحياة في 1975. ولم يمارس "الزعيم بورقيبة" طبقاً للتسمية الرسمية في وسائل الاعلام اي نشاط سياسي منذ ابعاده عن الحكم باستثناء الإدلاء بصوته في الانتخابات العامة في 1989 و1994 في المنستير، اذ أدلى بتصريحات قال فيها انه اقترع للرئيس بن علي في الانتخابات الرئاسية، وفي الانتخابات الاشتراعية لمرشحي "التجمع الدستوري الديموقراطي"، وريث الحزب الدستوري الذي أسسه في 1934. وأفاد قريبون اليه انه كان يحرص على زيارة قبري والديه في المقبرة التي أقامها لأفراد عائلته في المنستير قبل ان تتدهور صحته. وكان يتلقى زيارات قليلة من اصدقائه القدامى التونسيين والفرنسيين لكنه لم يغادر تونس منذ عزله.