أبدى رئيس جمعية الناشرين السعوديين أسفه لعدم وجود تعاون بين الجمعية وإدارة معرض الرياض الدولي للكتاب، مشيراً إلى أنهم سيرفعون تصوراً كاملاً عن الوضع إلى وزير الثقافة والإعلام. وقال أحمد الحمدان في حوار مع"الحياة"إن الناشرين الأجانب يتصفون بالتلاعب والغش الكبيرين، لافتاً إلى أنه لا يمكن تبرئة بعض الناشرين السعوديين من ذلك. إلى تفاصيل الحوار. هل أنت راض عن المشاركة بمعرض الرياض للكتاب؟ وكيف تصف تعاونكم مع الجهة المنظمة؟ - للأسف لا يوجد تعاون كامل بيننا وبين إدارة معرض الرياض، ونحن بصدد رفع تصور كامل إلى وزير الثقافة والإعلام بأن يجب أن يكون المعرض دولياً وليس عربياً، ويجب أن تدعى دور نشر أجنبية من أميركا وألمانيا وبريطانيا، لأن الناشر السعودي يتخوف من إحضار الكتاب الأجنبي لأنه مكلف مادياً وارتفاع الأستك فيه كبير، ما يسبب له متاعب اقتصادية. أما عن التعاون فنرى أنه يجب أن يكون أكبر مما هو عليه، لأن جمعية الناشرين السعوديين هي أحد أذرع الوزارة وهي خرجت من رحمها، لذا نرى أن يفتح المجال للجمعية لتقوم بدورها المطلوب منها، كما هو حاصل في اتحاد الناشرين اللبنانيين والأردنيين والمصريين. قبل مدة هاجمكم الدكتور محمد المشوح في نادي الرياض الأدبي وحمّلكم مسؤولية الكتب الهزيلة التي تملأ السوق، وقال إنكم لا تعرفون الدور المنوط بكم، بماذا ترد؟ - الدكتور المشوح هو احد أعضاء جمعية الناشرين ومن الناس الذين نأخذ رأيهم وهناك اتصالات متبادلة بيننا لتداول وجهات النظر. وأحب أن اذكر بان الجمعية ليست لها دور في فسح الكتاب ومنعه والدور هذا مناط بوزارة الثقافة والإعلام بإدارة المطبوعات، وفعلاً هناك تعاون بين وزارة الإعلام والجمعية في منع دخول الكتاب المقرصن، وهذا هو التعاون الموجود حالياً. أما عن نوعية الكتب التي تدخل المملكة، فلا يوجد تعاون بيننا وبين الوزارة. وأنا اعتقد أن هذه المسؤولية تقع على عاتق أصحاب المكتبات ودور النشر، إذا كان المستورد أو صاحب دار النشر يسعى إلى الربح المادي فهذا هو الخلل الحقيقي في المجتمع، بسبب هذا التفكير الذي يضع المادة نصب عينيه، فنحن لدينا لائحة تنظيمية نسير عليها في تذليل العقبات التي توجه انتشار الكتاب السعودي وتقديمه في المحافل الدولية والعربية، إذ إن جمعية الناشرين استحوذت على نصف مساحة معرض الكتاب بالقاهرة، والجناح السعودي أخذ أكثر من ألفي متر وقامت بتوزيعه على 40 ناشراً سعودياً، فالناشر السعودي أصبح يشارك بجميع المحافل الدولية والعربية منها والدولية في أميركا وفرانكفورت ولندن ومعرض بولينا، وحصلت الجمعية على أماكن مجانية من الدولة عن طريق وزارة التعليم العالي بمخاطبة المقام السامي والموافقة على أن يشارك الناشر السعودي بالمجان. كيف ترون إقبال المؤلفين السعوديين على دور النشر المحلية؟ وهل من طرق لديكم لجذب المؤلف السعودي؟ - المؤلف السعودي يستطيع أن يأخذ حقه من الناشر السعودي، وذلك لوجوده على ارض الوطن، ثانياً إذا وُجد خلاف بين المؤلف والناشر سيحتكمان إلى وزارة الإعلام لدينا، أما الناشر الأجنبي فلا يستطيع التحدث معه وذلك لبعد المكان، وكذلك وجد العديد من المؤلفين أن الناشرين الأجانب يتصفون بالتلاعب والغش الكبيرين ولا يمكن تبرئة بعض الناشرين السعوديين من ذلك، لكن الناشر السعودي يخاف على سمعته وعلى التصريح المعطى له، فلا يستطيع أن يأخذ طرقاً ملتوية مع المؤلف. وأيضاً يمكن للمؤلف التأكد من عدد الإصدارات بزيارة المخازن للنشر السعودي والتأكد على الطبيعة. يتهمكم الكتاب السعوديون أنكم فعلاً لم تقدموا شيئاً، حتى ان الندوة التي نظمتموها مع اتحاد الناشرين الدوليين لم تكن في المستوى المأمول، وهناك من يرى أنكم تحملون مسمى يحيل على هموم الناشرين، لكنكم لا تفكرون أبداً بمعاناة الكتاب والمؤلفين، ما تعليقك؟ - جمعية الناشرين السعوديين مثل أي اتحاد ناشرين أو نقابة، مهمتها الأساسية خدمة الناشر السعودي وتذليل الصعاب لنقل الحراك الثقافي الذي تعيشه المملكة دولياً، وكذلك تمثيل الكتاب السعودي داخلياً. وما يعانيه الكتاب والمؤلف السعودي من مشكلات معينة، سواء في الفسح أو عدم السماح له، فهذا ليس من اختصاص جمعية الناشرين السعوديين ولا توجد لائحة تخدمنا أمام الجهات الرسمية وأمام المحاكم. تشارك وزارة التعليم العالي في معرض طوكيو، وعلمت"الحياة"أن الوزارة منعتكم من المشاركة، لماذا؟ - كما نعلم أن المملكة هي ضيف الشرف في معرض طوكيو لهذا العام، لذا رأت وزارة التعليم العالي في معرض طوكيو أن تقوم بتجربة جديدة وخاطبت جمعية الناشرين السعوديين، بأن يكون للقطاع الخاص وجود وتمثيل لأن جمعية الناشرين هي الممثل الوحيد للناشر السعودي ورأت الوزارة أن تأخذ كتباً معينة وتشتريها من السوق وتعرضها في المعرض لأن اليابان بلد غير عربي، فقامت بشراء 160 عنواناً من السوق لعرضه في معرض طوكيو. أما عن حضور ممثل للناشرين السعوديين في المعرض يعتبر أمراً ضرورياً بهدف الإجابة عن أسئلة الصحافيين ورواد المعرض والتعريف بتطور صناعة النشر في المملكة، وهذا ما نأمله من وزارة التعليم العالي وكما نعلم أن وزارة التعليم العالي تقدم تسهيلاً ودعماً كبيرين للجمعية وللتعريف بالنهضة الثقافية التي تعيشها المملكة العربية السعودية. حدثنا عن الجانب السوداوي في عالم النشر في المملكة؟ - إذا أردنا أن نتحدث عن عالم النشر في السعودية في الوقت الحاضر، فهي تشهد عصرها الذهبي والفسح في الإعلام اختلف جذرياً وإقبال القارئ السعودي أيضا اختلف. فالقارئ السعودي يعرف الآن كيف يختار الكتاب وهذا بالنسبة لنا منقبة في حركة النشر. إذا كان هناك عدم تعاون بين الناشرين السعوديين في نقل صورة الحركة الثقافية التي تشهدها المملكة للعالم الخارجي، على أحسن صورة. ولكن للأسف إن بعض الناشرين السعوديين عندهم مقياس الربح والخسارة هو الأساس وهذه نسبة لا يستهان بها من الناشرين السعوديين، فالدولة وفرت جميع الإمكانات مجاناً على حسابها، لذلك لم يسعَ الناشر إلى التعريف بالكتاب والحركة الثقافية التي تعيشها المملكة. كيف ترى العلاقة بين الناشر والمؤلف؟ - العلاقة بين الناشر والمؤلف يوجد بها ضبابية، فالمؤلف لا يثق بالناشر ويعتقد أن الناشر قد طبع أضعاف ما هو متفق عليه وأن العلاقة بين الناشر والمؤلف في جميع دور النشر هي مبينة على الثقة ويجب إيجاد الثقة بين الاثنين لتكون الشفافية موجودة ويتوقع المؤلف أنه باتجاهه إلى خارج المملكة سيجد البديل الأفضل وهذا غير صحيح ويوجد في الخارج من هم أسوأ مما هو موجود في السعودية ولكن هناك أسماء لامعة لدور النشر السعودية يجب أن يتعرف عليها المؤلف. هل تعتقد أن سوق الكتاب واعدة في المملكة؟ سوق المملكة واعدة في الكتاب ومستقبل مشرق ولكن العيب في الناشر ومازال الناشر لا يستوعب الدور المناط به، فهو متقوقع في مكانه وأنه يجب على الجهات الحكومية الشراء منه ويريد ألا يخطو خطوة واحدة إلا وتكون الأمور واضحة أمامه مئة في المئة ويريد أن تشتري منه الوزارات فهناك ضعف لدى أداء الناشر السعودي ولا توجد لديه دراسات عن واقع السوق وعن حاجة السوق وعن مستقبل السوق وعن الحياة التي تعيشها المملكة في ظل هذه الطفرة التعليمية ووفرة المال وكما نعلم أن سوق المملكة تشكل 50 في المئة من سوق العالم العربي في المبيعات. هل يمكن الحديث عن التقليد السنوي لمكتبة الرشد ناشرون في معرض القاهرة للكتاب ولماذا لا يتم التكريم في معرض الرياض؟ - تقيم مكتبة الرشد حفلتها السنوية في القاهرة لأسباب عدة أولاً لأن معرض القاهرة الدولي يعتبر عرساً ثقافياً كبيراً والقاهرة عاصمة الثقافة العربية وأكبر دليل على ذلك عدد الزوار في المعرض ومساحة المعرض ويشارك ما يقارب 1000 ناشر يحضرون هذه الحفلة ولا يحضرونها في أي بلد عربي آخر وكذلك التغطية الإعلامية أكبر بكثير مما هو موجود، إذ إن الحفلة التي قامت بها المكتبة أخيراً غطتها عشر قنوات عربية كذلك التعريف بالمكرم السعودي لكي يأخذ حقه ويسلط عليه الأضواء أكثر. ما الجديد لدى جمعية الناشرين؟ - الجديد في جمعية الناشرين هو التعاون مع جمعيات ومؤسسات المجتمع المدني الثقافي والمراكز الثقافية وآخر ما تم التوصل إليه هو الاتفاق مع النادي الأدبي بالرياض على إقامة مهرجان الكتاب الخيري لمصلحة جمعيات خيرية وسيذهب ريع المهرجان إلى جمعية إنسان وأسر السجناء وقد خاطبت جمعية الناشرين السعوديين جميع منسوبيها للمشاركة كلُ بما تجود به نفسه في مثل هذا المعرض وسيكون المعرض بالنادي الأدبي في الرياض ابتداء من يوم 22/06/1431 ه الموافق 05/06/2010 وقد بلغ عدد منسوبي الجمعية 130 ناشراً سعودياً وسنقيم معرضاً آخر بالتعاون مع النادي الأدبي بالرياض وهو معرض الكتاب المخفض وستباع الكتب فيه بسعر رمزي. والجديد كذلك في جمعية الناشرين السعوديين أنها رفعة لوزير الثقافة والإعلام إقامة مؤتمر لناشري كتب الأطفال مع معرض مصاحب بالتعاون مع المنظمة العربية لحقوق الطفل بمشاركة كل من أميركا وبريطانيا ودول عربية ويشتمل المعرض على وسائل تعليمية وثقافية وأشرطة تعليمية.