أوضح الأستاذ "أحمد بن فهد الحمدان" -رئيس جمعية الناشرين السعوديين، نائب رئيس اتحاد الناشرين العرب - على أن معرض الرياض الدولي للكتاب يمثل 50% من مبيعات الناشرين العرب، مؤكداً على أن ذلك دليل على أن المجتمع السعودي لازال يكن الاحترام للكتاب، ويراه مصدراً من مصادر الثقافة والاطلاع على الآخر وفتح باب الحوار. وقال في حوار مع "الرياض" - بمناسبة حفل جمعية الناشرين السعوديين لعام 1432ه المقام بمركز الملك فهد الثقافي اليوم - إن تكريم "رواد النشر" من الشخصيات والمؤسسات هو مبادرة "تأصيل" للثقافة السعودية، و"تواصل" حضاري مع العالم، مؤكداً على أن المملكة لديها نظام من أقوى الأنظمة في حماية حقوق المؤلف وحماية الملكية الفكرية، لكن هذه الأنظمة لم تفعّل إلى الآن؛ مما أدى الى استغلال هذا الخلل في حالات من التزوير، مشيراً إلى إقامة دورات تدريبية بالتعاون مع إدارة معرض فرانكفورت لتطوير الناشرين السعوديين، وكذلك موظفي إدارة المطبوعات على التعرف على الكتب المقرصنة، وحماية حقوق المؤلف نهاية السنة الميلادية الحالية. ولم يخف رئيس جمعية الناشرين السعوديين تأثير وسائل الاتصال الحديثة على الكتاب السعودي، داعياً في الوقت ذاته جميع الناشرين إلى التأقلم مع المرحلة الحالية وعدم التقوقع في أماكنهم، وأن ينطلقوا إلى العالم الفسيح للتعريف بالنهضة الثقافية عبر هذه الوسائل، خصوصاً وأن الكتاب الرقمي أثبت وجوده وأصبح لابد من التعامل معه. وأضاف:"يجب أن يعرف الناشر السعودي دوره الحقيقي، وما هو المطلوب منه، وأن لا يضع نصب عينيه فقط الكسب المادي، بل يطمح إلى الإنتاج الثقافي المميز، وإلى التوزيع الجيد"، وفيما يلي نص الحوار: جمعية الناشرين *بداية نرغب من سعادتكم تقديم فكرة موجزة عن جمعية الناشرين السعوديين، والأعمال التي تقوم بها في خدمة الثقافة. - جمعية الناشرين السعوديين من الجمعيات المهنية المتخصصة في خدمة الناشر السعودي، وذلك لأداء رسالته على الوجه الأكمل، وتذليل الصعوبات والعقوبات التي تواجه الناشر السعودي، وتسويق الكتاب السعودي في الداخل والخارج، وتطوير مهنة النشر في المملكة لتواكب نهضة النشر العربية والعالمية؛ كي تكون المملكة من الدول المصدرة للكتاب، ولتمثيل المملكة في النهضة الثقافية التي تعيشها في ظل قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -حفظه الله-. معرض الرياض الدولي للكتاب يمثل 50% من مبيعات الناشرين العرب تحفيز المفكرين * ما هو دور الجمعية في تحفيز المفكرين والمساهمين في الحراك الثقافي الذي تعيشه المملكة الآن؟ - دأبت جمعية الناشرين منذ تأسيسها منذ سبع سنوات على استغلال العرس الثقافي في الرياض -المتمثل بمعرض الكتاب الدولي- في إبراز دور الجمعية، وتكريم من لهم دور بارز في هذا الحراك الثقافي الذي تعيشه المملكة، والتعريف بالناشر السعودي في هذا المحفل الدولي الكبير، حيث أقامت الجمعية ستة احتفالات سنوية يكرم فيها مثقفون سعوديون، والاجهزة الحكومية والخاصة التي تسهم في إبراز النشاط الثقافي بالمملكة. الحفل السنوي * تقيم الجمعية حفلها السنوي ويصاحبه تكريم رواد الثقافة ومن قدموا خدماتهم لدعم الثقافة في المملكة، فهل لك أن تفصح لنا عن أسماء المكرمين خلال هذا العام؟ - المكرمون في احتفال هذا العام، هم: مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف لإبراز الدور الكبير الذي قام في خدمة كتاب الله وتوزيعه على العالم أجمع، وقناة الثقافية السعودية بمناسبة مرور عام على تأسيسها لما لها من دور كبير في إبراز النهضة والحراك الثقافي الذي تعيشه المملكة. وسيكرم هذا العام أيضاً المكتبة الرقمية السعودية والتي تعتبر انجازا من انجازات وزارة التعليم العالي الكبرى، حيث بدأت هذه الخطوة في المملكة تأتي ثمارها بين الجامعات السعودية فكان لزاما على الجمعية أن تكرمها. الكتاب الرقمي اثبت وجوده وعلى الناشر أن يتأقلم مع مرحلة الاتصال الحديثة ومكتبة الملك عبدالله بن عبدالعزيز التابعة لجامعة أم القرى، وكذلك مكتبة الرشد التي تم اختيارها عن طريق الناشرين السعوديين بعد إجماعهم على ترشيحها. وسيكرم الأستاذ تركي بن عبدالله السديري رئيس تحرير صحيفة الرياض كإعلامي بارز وأديب ومثقف ومفكر له إسهامات كبيرة في نشر الثقافة السعودية، والتعريف بها، إيماناً منا بجهوده الطيبة والملموسة في هذا المجال، فواجب على جمعية الناشرين السعوديين أن تسلط الأضواء على هذه الجهود التي يقوم بها الأستاذ تركي السديري، كما سيتم تكريم صحيفة الرياض على جهودها الكبيرة في خدمة الثقافة والنشر، وأشير هنا إلى أن اختيار المفكرين السعوديين يتم عبر استشارة مفكرين وأدباء سعوديين، واخذ آرائهم ومن ثم يقرر مجلس الإدارة ذلك، أما تكريم المكتبات الخاصة فتتم بترشيح الناشرين. الملكية الفكرية * ماهو دور الجمعية في حماية الملكية الفكرية؟ - الجمعية أخذت على عاتقها الدفاع عن حقوق المؤلف ونشر ثقافة حماية الحقوق الفكرية؛ فأقامت الملتقى الأول لحماية حقوق الملكية الفكرية بحضور منظمة "وايبو العالمية"، وبمشاركة اتحاد الناشرين العرب، ووزارة الثقافة والإعلام، وتقدمنا عبر الوزارة لإقامة الملتقى الثاني للحماية الفكرية وسيكون تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين بالتعاون مع "منظمة وايبو" واتحاد الناشرين الدوليين، و"منظمة ايفرو" واتحاد الناشرين العرب. نحتاج إلى تفعيل نظام حماية حقوق المؤلف للحد من التزوير وحفظ «الحقوق» حقوق الناشرين * ماهي الوسائل التي تتخذونها للدفاع عن حقوق الناشرين؟ - ستتمخض هذه الملتقيات بتوصيات وسترفع إلى وزارة الثقافة والإعلام، والمملكة لديها نظام من أقوى الأنظمة في حماية حقوق المؤلف وحماية الملكية الفكرية، ولكن للاسف هذه الأنظمة لم تفعّل إلى الآن؛ فاستُغل هذا وأصبحت هناك حالات من التزوير، ولكن في الفترة الماضية بذلت جهود كبيرة في رفع اسم المملكة من القائمة في عدم حماية حقوق المؤلف. أحمد الحمدان ميثاق شرف * هل هناك ميثاق شرف بين الناشرين في المملكة؟ - نعم يوجد هناك ميثاق شرف بين الناشرين، ويوقعه الناشر قبل أن ينظم إلى جمعية الناشرين السعوديين، وبموجبه يؤهله للدخول في الجمعية من اجل احترام حقوق المؤلف واحترام المهنة. *ماذا عن تطوير القدرات المهنية للناشرين؟ - جمعية الناشرين السعوديين تسعى لإقامة دورات تدريبية لأعضاء الجمعية، وتم الاتفاق مع إدارة معرض فرانكفورت بألمانيا على إقامة دورات بالمملكة، وكان الموعد المقترح هو نهاية السنة الميلادية الحالية، وسيكون هناك ورشة لتطوير الناشرين السعوديين، وكذلك موظفي إدارة المطبوعات على التعرف على الكتب المقرصنة وحماية حقوق المؤلف. نشر الكتاب * كيف تنظر جمعية الناشرين السعوديين لأهمية نشر الكتاب السعودي؟ - ترى انه من الواجب الملقى على عاتقها التعريف بالكتاب السعودي داخل المملكة وخارجها، حيث إن الكتاب السعودي يمتاز بالمادة العلمية الجيدة، وللمؤلف السعودي مكانته المرموقة في الداخل والخارج، حيث لا يسعى للمكسب المادي البحت؛ فهو ينظر للمادة العلمية ومادة الكتاب بنظرة إجلال وتقدير؛ فكان واجباً على جمعية الناشرين السعوديين أن تعرّف بالكتاب السعودي عبر المعارض والمحافل الدولية لاطلاعهم على الانتاج الفكري السعودي. * مالذي تقدمه جمعية الناشرين السعوديين لخدمة الكتاب والناشر السعودي؟ - جمعية الناشرين السعوديين عملت مالم يعمله أي اتحاد أو نقابة في العالم العربي، حيث خاطبت عبر الجهات الرسمية ممثلة في وزارة التعليم العالي المقام السامي، والذي منح مشاركة الناشر السعودي في المحافل العربية والدولية مجاناً وعلى حساب الدولة، وكذلك خصم خاص للعديد من المعارض الداخلية، ويأتي ذلك لتشجيع الناشر السعودي على أداء الدور المطلوب منه، وهذا انجاز كبير من الجمعية دعما للناشر السعودي. صناعة الكتاب * ماذا نحتاج لتطوير صناعة الكتاب في المملكة؟ - نحتاج أن يعرف الناشر السعودي دوره الحقيقي وما هو المطلوب منه، ولا يضع نصب عينيه فقط الكسب المادي، بحيث يطمح إلى الإنتاج الثقافي المميز، وإلى التوزيع الجيد، وأن هذه رسالة يجب أداؤها وتوصيل الثقافة السعودية إلى العالم الخارجي؛ فالناشر السعودي هو خير سفير للمملكة، حيث إن العالم ينظر للمملكة بأنها قبلة العالم الاسلامي؛ فيتطلعون لها من جميع الجوانب الثقافية والدينية والاجتماعية والسياسية والاقتصادية. التعاون الدولي * كيف ترون أهمية التعاون الدولي لاسيما وانتم نائب لرئيس اتحاد الناشين العرب؟ - المملكة لها دورها الكبير في النهضة الثقافية؛ فالناشر السعودي له مكانته في المعارض، وله من يدافع عنه في اتحاد الناشرين العرب، ويحل كافة المشاكل التي قد تواجهه، والتعاون الدولي أسهم في نشر الثقافة السعودية خارج الحدود للاطلاع على المخزون الثقافي الكبير لأرض الحرمين، وكذلك الإنتاج الفكري لمثقفي ومؤلفي المملكة. ومن الأشياء التي استطاعت جمعية الناشرين السعوديين أن تقدمها هو انضمام المملكة لاتحاد الناشرين الدوليين عقب انضمامها لاتحاد الناشرين العرب. وسائل الاتصال *ما مدى تأثير وسائل الاتصال الحديثة على عملية نشر الكتاب السعودي؟ - نعم اثرت على الكتاب، ولكن هنا يأتي دور الناشر الذي يستوعب المرحلة ويحاول أن يواكب التطور والثورة الموجودة في عالم الاتصالات، وعليه أن يعتبر هذه المرحلة أفضل بكثير من الفترات السابقة، حيث يسخر هذه الوسائل الحديثة في الاتصالات في التعريف بكتابه، ويشترك عبر المنظمات والاجهزة التي لديها في ايجاد كتابه عبر الايباد ليقرأه الملايين بعد أن كان الناشر لا يستطيع أن يطبع إلاّ ألف نسخة فقط. *ماذا تحث الناشرين السعوديين في هذا الوقت بالذات؟ - أحث الناشرين السعوديين ان لا يتقوقعوا في أماكنهم، وأن ينطلقوا إلى العالم الفسيح؛ للتعريف بالنهضة الثقافية عبر هذه الوسائل الحديثة؛ فالكتاب الرقمي اليوم أثبت وجوده، وأصبح لابد من التعامل معه. * هل لكم أن تصفوا لنا هذه المرحلة الثقافية في ظل الانفتاح العالمي والتقنيات الحديثة ومدى الاستفادة منها؟ - المملكة تعيش عصرها الذهبي في ظل دعم خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز من ناحية الكتاب، وأكبر دليل رعايته -حفظه الله- لمعرض الرياض الدولي للكتاب، حيث الناشرين العرب يتقاطرون على هذا البلد لأنه يمثل 50% من مبيعاتهم في العالم العربي، وهذا دليل على أن المجتمع السعودي لازال يكن للقراءة كل تقدير وكل احترام، ويراها مصدرا من مصادر الثقافة والاطلاع على الآخر وفتح باب الحوار. والمملكة تعيش نهضة ثقافية كبيرة، والاجهزة الحكومية ممثلة في وزارة الثقافة والاعلام ووزارة التعليم العالي تدعم أي جهد ثقافي بلا حدود، وهذا ما نلمسه في الجمعية.