رفض الشاعر ناجي حرابة أن يكون"ظلاً لأحد"، وعقّب على قول الناقد أحمد سماحة، بأن"ملامح شعر جاسم الصحيح موجودة في شعره"بالقول:"إن هذا شرف لا أستحقه، ووشاح لا أريده"، كاشفاً في أمسية شعرية لمقهى نادي الدمام الأدبي أخيراً، أنه يحاول"الخروج من تلك العباءة القديمة". وأكد سماحة أن أبرز سمات شعر الصحيح تتمثل في"طول الجملة الشعرية، والطابع الصوفي، وهما لا يزالان حاضرين في شعر حرابة". وعلق حرابة بأن"الجملة الشعرية الطويلة، مشترك بين شعراء آخرين، مثل الشاعر مظفر النواب". وفي موضع آخر قال ضيف الأمسية الثاني ياسر الغريب:"إن الشاعر نزار قباني سجن نفسه في لغة واحدة"، بيد أن سماحة خالفه الرأي بالقول:"إن نزار لم يسجن نفسه في لغة واحدة، بل في موضوع كلي واحد هو المرأة". واستطرد أن"الأمر نفسه تكرر مع الشاعر أحمد مطر"، معتبراً أن الشاعر محمود درويش"أذكى الشعراء العرب، لأنّه خرج بقصيدته من ضيق الهوية إلى كونية الشعر، التي يمكن أن يتلقاها الناس في كل مكان". وقرأ الشاعران جملة من القصائد العمودية والتفعيلة، فبدأ الغريب بنص أهداه إلى الشاعر الجواهري بعنوان"وجه لخارطة العراق"، أردفه بآخر أهداه إلى الناقد عبدالله الغذامي بعنوان"أصحيح مات الشعر؟"، ثم قرأ"ما تبقى من رثاء الزجاجة"، و"هكذا يغني الفقير"، و"المكالمة الأولى"، فيما اكتفى حرابه بنصوص"أسئلة من حمام"، و"نافذة"، و"فرشاة"، و"رفّة"، و"من شظاياي". وعقب الأمسية، دار نقاش بين الحضور حول ما اصطلح عليه سماحة ب"السردية الشعرية"، بعد أن أشار إلى أن"حضورها في شعر حرابة قليل، على رغم أهميتها في كسر حدّة الصور المتتالية"، ما أثار اعتراض حرابة، معلقاً أن"سرد الحكايات تقليد في الشعر الجاهلي ولى عهده". أما الشاعر فريد النمر، فرأى أن"خلق الصورة الإبداعية أصبح بديلاً عن السرد الشعري"، فيما قال الشاعر محمد الحمادي انه"عندما تكون القصيدة متماسكة، فإنها تفرض نفسها". ورأى الشاعر مؤيد السبع، أن"المسألة مرتبطة بطبيعة الدّفقة الشعرية"، مؤكداً ضرورة"ألا تحصر في ذائقة معيّنة، لأنها تتباين من ثقافة إلى أخرى". وعد الشاعر محمد الخبّاز، السردية الشعرية أنها"واحدة من تقنيات الشعر"، متابعاً أن"الحكم عليها يتوقف على إجادة الشاعر لاستخدامها، وإلا أصبحت عيباً في الشعر".