"العروس"جدة حقاً"غير"عن بقية المدن السعودية. ذات خصوصية مختلفة طبعتها بها جغرافيتها الساحلية وتاريخها المتنوع الممتزج بالثقافات المتعددة، ولأنها غير فالحديث عن سياحتها مختلف، والفعاليات التي تكوّن هذه السياحة مختلفة أيضاً، لكن من أبرز ما ميز صيف جدة هذا العام عودة الحفلات الفنية الغنائية التي يدرجها اختصاصيو السياحة تحت نطاق الفعاليات الثقافية، ويعتقد أنها ستثري سياحة جدة وترضي مرتاديها. كثر يتساءلون عن مدى الأثر الإيجابي الذي ستخلفه هذه العودة الفنية على سياحة جدة هذا العام، خصوصاً وأن مسؤولين في جهاز السياحة أكدوا أن عروس البحر ستحطم رقماً قياسياً في عدد مرتاديها السياح من الداخل والخارج، وسوقوا لهذا الحديث كثيراً، وبشتى الوسائل، فهل كانوا يراهنون على حضور فنانين بهامة فنان العرب محمد عبده، وموسيقار الكلمة الدكتور عبدالرب إدريس والفنان رابح صقر، إلى جانب فرق شبابية حديثة شاركت هذا العام في المهرجان الجداوي الغنائي؟. ينفي المدير التنفيذي لقطاع السياحة في الغرفة التجارية الصناعية في محافظة جدة إبراهيم بدر، اعتقاد تأثير الحفلات الغنائية الكبير على السياحة الجداوية بشدة، مختصراً ما تمثله هذه الحفلات بالقول:"إنها تعد جانباً ترفيهياً فقط، أو إذا شئنا الدقة هي فعالية تمثل الجانب الثقافي الذي تتعدد برامجه وأشكاله وفعالياته، ربما تجذب سياحاً ومهتمين كغيرها من الفعاليات الترفيهية المكثفة في صيف جدة هذا العام، لكن أن نقول إنها عامل رئيس في رفع مستوى الجذب السياحي أو خفضه فهو أمر مبالغ فيه وليس دقيقاً أو منطقياً". أما الجانب الرئيس والعامل المهم في رفع مستوى الجذب السياحي فهو بحسب بدر"مستوى الخدمات المقدمة في مدينة ما، وخصوصاً البنية التحتية السياحية المناسبة والمؤهلة، وبتفصيل أكثر يقول:"إذا أردت سياحة ناجحة بكل المقاييس فعليك بتوفير مقوماتها الأساسية من بنية تحتية ذات مرافق عالية المستوى، تكملها شوارع نظيفة وواسعة ومريحة". ويضيف"يجب أن يجد السائح مرافق سياحية عامة ذات جودة عالية ترافقها مقومات السكن المريح والمتوافر ذي السعر المناسب، إضافة إلى توافر وسائل المواصلات والاتصالات، وهذا أمر يحتاج إلى وعي واهتمام كبيرين من القائمين على السياحة الداخلية والعاملين في تنميتها وتطويرها". ويختم بدر قائلاً:"المسألة ليست حفلة غنائية أو فعاليات من أي نوع كانت، المسألة تتعلق في المقام الأول توفير بنية تحتية سياحية ذات مستوى عالمي عال، تقدم خدمة راقية للسائح، وتملأ إجازته متعة وراحة، وتدفعه إلى التفكير في العودة حتى قبل الرحيل، وهذا هو المعول الرئيس لتنمية سياحية وجذب سياحي راق في أي منطقة من مناطق السعودية، وليس أن تبحث في مدينة سياحية مثل مدينة جدة فلا تجد سوى نحو تسعة فنادق من فئة خمس نجوم جميعها محجوزة من قبل الإجازة الصيفية حتى نهايتها!".