شعار يحمل في طياته معنى راقياً للإنسانية، اتخذته المؤسَّسات والجهات المعنية بإحياء اليوم العالمي للإعاقة، وهذا الشعار رمز لِمناسبةٍ لها في القلب مكانة وفي العقل أمانة، وينعم ذوو الإعاقات في هذا العصر أكثر من ذي قبل، نتيجة التطور العلمي والحضاري. ونحن اليوم بهذه المناسبة نشهد يوماً إنسانياً فريداً من نوعه، وتحت مظلة اتفاقية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة"الكرامة والعدالة لنا جميعاً"، هذه الاتفاقية، وهذا المبدأ الإنساني النبيل المستمد من حقوق الإنسان لحفظ كرامة الإنسان ذوي الإعاقة من قوله تعالى ولقد كرَّمنا بني آدم.... ولأجل هذه الاتفاقية والمناسبة تُشارك كثير من المؤسَّسات التربوية والاجتماعية والطبية في مملكة الإنسانية والعالم أجمع للاحتفال بهذا اليوم الإنساني، لإنصاف ذوي الإعاقات والوقوف معهم، ومن بين الجهات الكثيرة التي تهتم بقضية الإعاقة في المملكة يبرز دور"مركز الأمير سلمان لأبحاث الإعاقة، الذي دأب على استقطاب الكثير من الكفاءات العلمية، ومدينة الأمير سلطان للخدمات الإنسانية، وجمعية الأطفال المعوقين بمختلف فروعها بالمملكة، والإدارة العامة للتربية الخاصة بوزارة التربية والتعليم، وأقسام التربية الخاصة بجامعة الملك سعود، وجامعة الملك عبدالعزيز، وجامعة الملك فيصل..."، وهُناك مؤسَّسات تُخصّص برامج لهذه المناسبة طوال شهر كانون الأول ديسمبر بأكمله، كجمعية المعوقين بالأحسَاء عبر برامجها المتخللة خلال شهر ديسمبر الجاري، واتخذت هذا الشعَار للوقاية من الإعاقات ورفع المعاناة عن المعوقين والالتفات لحاجاتهم، وللتأكيد على المسؤولية الجماعية الملقاة على المجتمع حيال قضيتهم. إن من أبرز ما نشهده حديثاً، ويجب علينا دعمه لاستمراره في مجال الرعاية بذوي الإعاقات في المملكة والوطن الخليجي والعربي من التطور السريع وتحقيق انجازات يُشار لهَا ممَّا سبق تناوله في وسائل الإعلام المختلفة عن تفعيل دور الإعلام من خلال قناة فضائية معنية بذوي الإعاقات والظروف الخاصة وقضاياهم تحت مسمى"قناة الإنسانية"، وتُبث من مملكة الإنسانية، ونأمل بهذه المناسبة أن تكون القناة فعّالة لقضايا هذه الفئة بشكل مشترك ومخطط ومدروس لاستمرار العطاء وتنوعه، وهذا ما تفعّله جمعية المعوّقين بالأحساء، إنفاذاً لنظام رعاية ذوي الإعاقات بالمملكة العربية السعودية، واستجابة للبروتوكولات التي شرّعتها هيئة الأممالمتحدة لحقوق الإنسان. إن إدارة الجمعية دأبت بخطوات جادة كعادتها في سبيل نقل شعار هذا اليوم من جانبه النظري إلى واقعه العملي، على رغم حداثة إنشائها قبل عام، من خلال تفعيل قنوات الاتصال والتواصل مع المجتمع، بل وسرعة تفاعل المجتمع وأسر ذوي الإعاقات مع الجمعية، وتطوير ثقافة المجتمع وأسر ذوي الإعاقات، وزيادة وعيهم، وكذلك سعيها في الشروع نحو تنفيذ البرامج التي أكدت عليها اللوائح والنظم الدولية والإقليمية والمحلية، كبرنامج التأهيل المهني للمعوق، وبرنامج توظيف المعوقين، والمشاريع الخدمية، كالتخطيط لتشييد مبنى متكامل تأهيلي وطبي وتعليمي، والمشاريع الداعمة كتوفير الأجهزة التعويضية لذوي الإعاقة، وكذلك الدفاع عن حقوق المعوَّق بشكل عام بما كفله وطنه له من حقوق وكرامة، معونةً له بعد الله على منحه حياة هانئة في سبيل العيش المشترك كسائر أقرانه العاديين بالمجتمع. إنَّ جمعية المعوّقين بالأحساء، وهي تحتفل بهذا اليوم العالمي الكبير، وما يجعلني أخط بقلمي عن جُزء من واقعها، ليس لأنها تخطو حثيثاً وتؤكد مبدأها، ماضيةً نحو مساعيها وأهدافها ورؤيتها المتينة التي وضعتها نصب أعينها، وهي"مجتمع مثقف واعٍ يتصدى للإعاقة بأسلوب علمي مقنن ومسؤول عبر تقديم خدمات شاملة ورائدة يجني ثمارها المجتمع"، بل مؤكداً على تفاعل أبناء المجتمع مع الفئة التي من أجلها أنشئت الجمعية، وهذا جلّه من أجل تحقيق ما نصبو إليه جميعاً. بذلك يسعون إخلاصاً لقضيتهم عبر توعية المجتمع والأسر والمؤسَّسات التعليمية والحكومية بشتى الوسائل الإِعلامية، ليضيئوا الأمة نوراً وعلماً وثقافةً بهذه القضية الإنسانية. نذير بن خالد الزاير - الرياض [email protected]