استبشرت الأميرة لطيفة بنت ثنيان بن محمد رئيسة اللجنة النسائية في مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز لرعاية الأطفال المعوقين في جدة بمستقبل العمل المؤسسي للجمعيات الخيرية المختصة بتقديم العون لفئة المعوقين عادة الجمعية السعودية لأولياء أمور ذوي الإعاقة طريقا لتنمية القدرات، واشتكت الأميرة لطيفة من قلة مساهمة رجال الأعمال والشركات الخاصة بالدعم المادي، وطالبت رئيسة اللجنة النسائية في مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز لرعاية الأطفال المعوقين في جدة بتفعيل التوصيات التي تخرج من المؤتمرات المعنية بالإعاقة. إلى التفاصيل: • تسعون حالياً لتأسيس جمعية لأولياء أمور المعوقين، نود تسليط الضوء على ذلك؟ الجمعية السعودية لأولياء أمور ذوي الإعاقة، تعد الجمعية الأولى من نوعها في المملكة، حيث تضم 12 فئة من فئات ذوي الإعاقة، وتعنى بتقديم الدعم النفسي والاجتماعي لأسر ذوي الإعاقة وتنمية قدراتهم ليكونوا فاعلين ومنتجين في المجتمع، قادرين على مساعدة أبنائهم من ذوي الإعاقة، بحيث تكون هذه الأسرة فعالة وقادرة على تحقيق طموحاتها وطموحات أبنائها وإبراز قدراتهم في المجتمع. • من أين جاءت فكرة إنشاء الجمعية؟ جاءت فكرة إنشاء الجمعية من واقع خبرتي، ومن تفكيري الدائم بأسر ذوي الإعاقة ومعاناتهم وظلت الفكرة تراودني منذ أربعة أعوام، وتم إطلاقي للفكرة وحظيت بمبادرة كريمة من صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز، حيث أعلن سموه استعداده لتبني ودعم فكرة الجمعية السعودية لأولياء أمور ذوي الإعاقة وأن هذا الأمر ليس بمستغرب على الأمير كونه أحد أبرز الشخصيات التي كرست جهدها ووقتها لخدمة أبنائنا من ذوي الإعاقة. وأن تبنيه لفكرة الجمعية ودعمها يعد رافدا قويا لنا ولتطلعات وأحلام أسر ذوي الإعاقة الذين يرون في هذه الجمعية الأمل الذي انتظروه كثيرا والتي ستكون بمثابة مظلة تعمل على توحيد جهودهم وأصواتهم وتكون مقرا لعقد اللقاءات وتبادل الخبرات وممارسة الأنشطة الاجتماعية و الثقافية. • ما هي أهم العقبات التي تواجه القطاع الخيري؟ قد يكون من العقبات قلة الدعم المادي من قبل رجال الأعمال والشركات، كثرة ارتباطات المختصين التي تؤثر سلبا على تحقيق بعض الأهداف، قلة المختصين في تطوير سياسات العمل في المؤسسات الخيرية، قلة وعي بعض أفراد المجتمع بالعمل الخيري. • هل ساهمت المؤتمرات المنعقدة حول قضية الإعاقة فعلا في خدمة هذه القضية؟ لقد ساهمت المؤتمرات في إحداث نقلة نوعية في مستوى معرفة المجتمع بذوي الاحتياجات الخاصة، كما ساهمت بإضافة الكثير من المعلومات والدراسات والتجارب العربية والغربية التي تسهم في الرقي بالخدمات المقدمة للأفراد، ولكن كثيرا من التوصيات التي تخرج بها المؤتمرات لا يتم تنفيذها بسبب الخلل في التواصل بين الجهات ذات العلاقة، إذ يتوجب أن يكون هنالك لجان رسمية تتابع كل توصيات المؤتمرات سعيا لتفعيلها، وهناك عدد لا بأس به من التوصيات تم تنفيذها، وقد ساعد في ذلك تبنيها من قبل ولاة الأمر، إذ تم إيصال تلك التوصيات لولاة الأمر ولم يتوانوا في تنفيذها، إلا أنني أعود وأؤكد على ضرورة إيصال توصيات المؤتمرات للمسؤولين وولاة الأمر حتى تؤخذ بعين الاعتبار. • من خلال ترؤسكم للجنة النسائية في جمعية الأطفال المعوقين كيف تقيمون دور المرأة في الأنشطة الخيرية؟ في الحقيقة المرأة السعودية حققت اليوم الكثير من ما لم تحققه المرأة بالأمس، ونلاحظ كل يوم الجديد والكثير مما يظهر عبر وسائل الإعلام من أدوار لاتقل عن أدوار الرجل .. فكم سمعنا ورأينا إنجازات المرأة السعودية التي حظيت بالتقدير من ولي الأمر خادم الحرمين الشريفين لما بذلته وقدمته لوطنها ومجتمعها في شتى المجالات العلمية والطبية والتعليمية والمسؤولية الاجتماعية والنهضة الإعلامية. بالإضافة إلى أن دور المرأة في الأنشطة الخيرية رئيس ولا حدود له، فكثير إن لم يكن كل الأنشطة الخيرية يشرف عليها كادر نسائي، وهن مكللات بالطاقة والحماس وحب العمل الخيري، وأود أن أشير إلى أن أحد مقومات نجاح الأنشطة الخيرية هو مشاركة المرأة ضمن الحدود المسموح بها، وأن تقييم دور المرأة في الأنشطة الخيرية أكثر من ممتاز. • نود التعرف على أبرز البرامج والأنشطة النسائية التي ساهمت في دعم برامج جمعية الأطفال المعوقين؟ ننظم سنويا مزاد لون حياتهم، والذي يعد أحد أبرز وأهم الأنشطة النسائية التي تنظمها جمعية الأطفال المعوقين على مستوى مراكز المملكة، ويتضمن عرض لوحات فنية تحمل لمسات الموهوبين من أطفال الجمعية تم تنفيذها بمساعدة عدد من الفنانات التشكيليات المتطوعات، في احتفال ضخم يضم كبرى الشركات والمؤسسات الداعمة، ويحضره صفوة من صاحبات السمو الأميرات وسيدات السلك الدبلوماسي وسيدات الأعمال والمجتمع ويحظى بتغطية إعلامية واسعة. ومن خلال هذا اللقاء يسعدني أن أتوجه بدعوة لجميع المؤسسات والشركات والبنوك لرعاية ودعم مزاد لون حياتهم لهذا العام، والذي يعد الثامن على التوالي وهذا الأمر إن دل إنما يدل على تكاتف الخيرين من أبناء هذا الوطن لدعم المشاريع الإنسانية. • لماذا يصر المجتمع على لفظ معوق بدلا من ذوي الاحتياجات الخاصة؟ لقد رسخ مصطلح المعوق منذ القدم، فهذا المصطلح هو الأكثر تداولا على ألسنة المجتمع وقد يتردد من باب التعود، ففي عهد قريب تم تغيير هذا المصطلح إلى مصطلح ذوي الحاجات الخاصة، إلا أنه لم يلق قبولا واسعا من المجتمع العربي والغربي، مما دعا الجمعيات والمؤسسات العالمية المعروفة إلى استخدام مصطلح «الأشخاص ذوي الإعاقة»، وذلك بهدف التأكيد على حصولهم على حقوقهم، ولأن مصطلح ذوي الحاجات الخاصة قد يكون مصطلحا يشمل العديد من الفئات التي لا تندرج تحت مظلة «الإعاقة»، وهذا قد يقلص من حجم الخدمات التي قد تقدم لذوي الإعاقة. • هل تتوقعين أن ينجح ذوو الاحتياجات الخاصة في الدمج الذي تسعى له الدولة في الفترة المقبلة؟ المملكة مرت بتجربة دمج استشهدت بها دول أجنبية لها خبرة طويلة في المجال، وهذا مدعاة للفخر، ومن خلال اطلاعي وخبرتي في هذا المجال أجد أنه لابد من وضع الاعتبارات التالية نصب أعين المسؤولين لزيادة النجاح المتوقع بإذن الله، مثل تنفيذ برامج توعية للمسؤولين من غير ذوي العلاقة بمجال التربية الخاصة، تنفيذ برامج توعية لمعلمي التعليم العام ومديري المدارس، تنفيذ برامج توعية للمجتمع، تجهيز المدارس التي سوف يتم الدمج فيها، تعديل محتوى الأنشطة والبرامج حتى تتوافق وطبيعة الإعاقات، إتاحة الفرصة لأن يلتحق الطالب ذو الإعاقة في المدرسة الأقرب من المنزل، الاستفادة من نتائج دراسة تقييم الدمج التي أقامتها وزارة التربية والتعليم مشكورة، إجراء تقييم لبرامج الدمج بشكل دوري، استحداث برامج الدمج في رياض الأطفال، استحداث برامج الدمج في التعليم الثانوي والجامعي. • متى سيتخلص المجتمع من النظرة القاصرة لذوي الاحتياجات الخاصة؟ وما دور الإعلام في ذلك؟ عندما نجد ذوي الإعاقة في كل مكان وفي كل ظرف أعتقد أن النظرة ستتغير، وهذا يتطلب الكثير من الجهود من قبل أسر ذوي الإعاقة والمسؤولين والمجتمع. نحن بحاجة إلى تغيير فكر وثقافة مجتمع للتعامل مع هذه الفئة ودعمها والاهتمام بها وتلبية احتياجاتها، وفي اعتقادي أن التغيير يقع على وسائل الإعلام من خلال توعية المجتمع ورصد ومتابعة المناسبات والاحتفالات والمؤتمرات المحلية وتغطيتها. ونحن كأولياء أمور نطمح لأن يكون هنالك جزء لا يتجزأ من برامج جميع القنوات يعنى بشؤون ذوي الإعاقة. علما بأن هنالك برامج تلفزيونية وإذاعية وتغطيات صحافية دائمة لهذه الفئة، ولكننا نرغب بأن تزيد الجهات المعنية من اهتمامها بهذه الفئة الغالية على قلوبنا. • طالبت بعض الأمهات لذوي الاحتياجات الخاصة والعاملات بتخفيض ساعات دوامهن رسميا للإيفاء بشؤون أبنائهن كيف ترين ذلك؟ أعتقد أن هذا حق من حقوق أولياء أمور ذوي الإعاقة، ففي الدول الغربية هنالك بعض القوانين الصريحة التي تنص على أن أسرة الطفل ذي الإعاقة هي أسرة ذات احتياجات خاصة ولها حقوق وواجبات، وليكن أن تسمح الأنظمة بمثل هذه المطالبات، لأن هذا سيزيد من رعاية أطفالهن وبالتالي التقليل من الضغط على برامج التربية الخاصة وفي المحصلة النهائية زيادة إنتاج الأمهات في وظائفهن مما يعود بالفائدة على المصلحة العامة.