تتوجس وكالات السفر والسياحة خيفة من شهر نيسان أبريل من كل عام، واصفة إياه بأنه من الشهور المليئة بالمشكلات التي تسببها العشوائية في الحجوزات المبكرة على الرحلات الدولية، التي تكلف مبالغ كبيرة تصل إلى 50 مليون ريال سنوياً، وتأتي استعداداً لإجازات الصيف، التي تبدأ في النصف الأول من شهر حزيران يونيو. وتستعد وكالات السفر لهذا الشهر ببرامج خاصة، تعتمد على الدقة في العمل، وتقنين عملية الحجوزات وفق ضوابط ومعايير تضمن سلاسة العمل خلال أشهر الصيف، بهدف التقليل قدر الإمكان من العشوائية والحجوزات الوهمية، وضمان جدية المتعاملين في حجوزاتهم على شركات الطيران. ويقبل سعوديون ومقيمون بداية من شهر آذار مارس على عمل حجوزات لرحلاتهم الدولية، سواء بهدف السياحة أم التمتع بإجازات سنوية اعتيادية، غالباً ما تبدأ في شهور الصيف، اعتقاداً منهم بأن تأجيل الحجز لما قبل السفر بأيام غير مضمون. ويقر مدير وكالة العثمان للسفر والسياحة في الخبر أسامة الألفي بوجود إرباك في وكالات السفر والسياحة، بسبب قرب موسم إجازات الصيف"هذا الإرباك ليس جديداً علينا، فنحن تعودنا عليه كل عام، ونستعد له بتكثيف العمل وزيادة فترات الدوام، وإجراء عمليات مراجعة وتدقيق للحجوزات على الرحلات الدولية، وعمل غربلة للحجوزات المتشابهة بعد الاتصال بأصحابها". وأشار إلى أن"الحجوزات التي تتم في وقت باكر من موعد السفر الفعلي، غالباً ما تكون عشوائية، بدليل أنه يتم تعديلها مرات ومرات وفق الظروف والمستجدات لأصحابها، وبعضها يُلغى بعد انقضاء المدة المسموح بها لشراء التذاكر". وأضاف:"لن أقول جديداً إذا أكدت أن الحجوزات العشوائية تُكبد شركات الطيران خسائر بالملايين، وكذلك وكالات السفر تخسر الآلاف بسبب إلغاء الحجوزات، نظراً لشغلها أماكن من الممكن الاستفادة منها وتحويلها إلى عملاء لديهم الاستعداد لشراء التذاكر والسفر"، موضحاً أنه"يوجد أناس مغرمون بعمل عشرات الحجوزات على شركات الطيران في أوقات متقاربة جداً، وفي نهاية الأمر يختار أحدها للسفر عليه، ويتم تجاهل الحجوزات الأخرى التي تُلغى تلقائياً، ولكن بعد المدة المسموح بها قانونياً"، داعياً العملاء إلى"الإبلاغ عن الحجوزات المهملة وإلغائها في وقت باكر حتى يتسنى الاستفادة منها لاحقاً". وأشار الألفي إلى أن حجوزات السعوديين هذا العام بهدف السياحة في الصيف تتركز على الدول العربية بنسبة تتجاوز 85 في المئة، وتحديداً على سورية ومصر والمغرب والأردن. وبين أن"لبنان لم يحظ بالإقبال المُعتاد من السُياح السعوديين في كل عام، نظراً إلى الظروف السياسية التي تشهدها البلاد منذ الحرب بين إسرائيل وحزب الله في الصيف الماضي، وما تبع ذلك من خلافات داخلية". وأوضح أن"حصة لبنان من السُياح الخليجيين توزعت على الدول العربية، وحلت دبي في مقدم الدول الخليجية الجاذبة للسُياح السعوديين بعد الطفرات الاقتصادية والعقارية والسياحية التي شهدتها الإمارة في السنوات الماضية".